صحيفة SvD في كردستان العراق.. جروح و نزوح مع القصف الجوي التركي المستمر

SVD .Foto: Lina Malers

في تقرير نشرته صحيفة سفينسكا دغبلادت SvD السويدية، سلطت فيه الأضواء على المعاناة المستمرة لأهلي المناطق الحدودية في أقليم كردستان العراق، بعد ان قامت تركيا بتصعيد هجماتها الجوية على مواقع حزب العمال الكردستاني PKK، والتي أدت الى إفراغ المئات من القرى من سكانها.

في تقريرها هذا تتحدث الصحيفة مع امرأة كردية فقدت رجلها بعد ان تعرضت لقذيفة تركية كانت تستهدف شاحنة صغيرة متوقفة بجانب محل صغير على حافة الطريق في منتجع كاني ماسي على الحدود مع تركيا.

تقول بيمان طالب، ان الأمر حدث خلال ثوان معدودة، كانت في طريقها للخروج من المتجر الصغير عندما سمعت صوت انفجار كبير وأصابت قذيفة صاروخية الشاحنة الصغيرة، حينها لم تعد ترى شيئاً آخر سوى السواد الذي حل بالمكان.

عندما استيقظت بيمان طالب، وهي أم لطفلين، وجدت نفسها في إحدى المشافي في مدينة السليمانية، وهي من دون رجل، فقد بترها الأطباء بسبب تعرضه لتلف كبير جراء الإصابة.

تقول طالب، ان ما حدث لا يمكن قبوله و من الصعب المضي على مع هذا الأمر، كما تقول لصحيفة سفينسكا داغبلاديت.

و تضيف، ان ممثلون أتراك اعتذروا لها و أخبروها ان لم تكن المستهدفة بالهجوم، كما عرضوا عليها المعالجة في تركيا، إلا انها لم تقبل العرض.

أنهم يتحملون مسؤولية ما حدث معي، و قد كان بإمكانهم استهداف المركبة قبل وصولها الى القرية المكتظة بالمدنيين، كما تقول بيمان طالب.

 

تركيا شريك اقتصادي قوي لكردستان العراق

 

وحتى حزب العمال الكردستاني، ايضا أرادوا تعويضها، لكن لم تقبل بعرضهم ايضا، “لقد فقدت ساقي بمجرد تواجدي بجانب أحد أعضاء الحزب، فكيف سيكون الأمر اذا ما قبلت منهم الأموال، هذا ما قالته بيمان طالب للصحيفة.

تنتقد الحكومة العراقية التواجد العسكري التركي المتزايد في مناطق شمالي العراق، لكن حكومة اقليم كردستان العراق، شبه المستقل لدي علاقات اقتصادية قوية مع تركيا، كما انه يتعاون معها في حربها ضد حزب العمال الكردستاني، كما ان تركيا شريك اقتصادي مهم لكردستان العراق، كما تقول الصحيفة في تقريرها.

في احدى القرى التابعة لمحافظة دهوك، كانت تقطنها 23 عائلة، والان لم يتبقى سوى ثلاثة عوائل، وذلك بسبب القصف المستمر على المنطقة، لقد غادر الجميع خوفا على حياتهم وعائلتها، كما تقول امرأة باسم ندوة خان يوسف للصحيفة.

تتابع ندوة خان، لم تعد هناك حياة في المنطقة بسبب الطائرات و التفجيرات طوال الوقت.

كاميران عثمان، موظف لدى احدى المنظمات المجتمعية (CPT) العاملة في مجال السلام، وهي عدة منظمات المجتمع المدني في كردستان العراق التي تعمل لأجل توثيق عدد الوفيات والإصابات التي تنتج عن الغارات التي تقوم بها الطائرات التركية.

يقول عثمان، انه حتى الان تم إخلاء 148 قرية بالكامل من سكانها. أصبح الوصول إلى الآخرين أكثر صعوبة. في كل مرة يحاولون، هناك عدد أقل وأقل من القرى التي يمكنهم زيارتها. وفقًا للاحصاءات التي قاموا بها، فقد قُتل ما لا يقل عن 130 شخصًا في هجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار التركية منذ عام 2015.

أوروبا تساعد تركيا

 

يقول ايضا، ان الجيش التركي يستخدم كثيرا الطائرات بدون طيار، وهي التي يصنعونها بدعم من الدول الأوروبية.

ويتابع، ان الطائرات التركية بدون طيار “بيرقدار”، تستخدم كاميرات من صنع ألماني، كما انها تستخدم طائرات هليكوبتر هجومية تم تطويرها في إيطاليا، انهم يقدمون الدعم العسكري الكبير لتركيا، كما السويد ايضا، فتح المجال امام تصدير المعدات العسكرية الى تركيا.

يرى كاميران عثمان، ان السويد تحاول ان تصبح جزءاً من حلف الناتو وهي بحاجة الى مساعدة تركيا حتى تنجح في محاولتها، لذا عليهم ان يختاروا، حقوق الإنسان أو مصالحهم الوطنية.
– تريد الحكومة السويدية أن تصبح جزءًا من الناتو وتحتاج إلى ضوء أخضر من تركيا. بالطريقة التي أراها ، عليهم أن يختاروا ، حقوق الإنسان أو الفوائد لشعبك؟ يقول محمد صلاح.

يقول السكان هنا إنهم ينامون على صوت القنابل. تشققات في واجهات المنازل تشهد على الانفجارات التي تحدث في المنطقة، هناك وضوح على تواجد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في هذه المنطقة، حتى انهم قاموا بتحويل مدرسة سابقة الى مستودع لإحتياجاتهم، لقد طالبناهم بالرحيل، لكنهم رفضوا ذلك، كما يقول ساندي مارقوس، وهو احد سكان القرية الآشورية.

 

فقط خمس كيلو من الطماطم

 

يقول مارقوس، ان تركيا دولة في حلف الناتو، وعليها ان تتبع قواعد الناتو، لديها الحق في الدفاع عن نفسها، لكن ليس بهذا الشكل، انها تقتل المدنيين، لقد قُتل العديد من الأشخاص الأبرياء في الهجمات التي تشنها على المنطقة.

آثار الغارات الجوية على المنطقة واضحة على جدران كنسية القرية، سكان القرية آشوريين وهم يشعرون بالعزل، وحتى الحكومة فانها تزيد من الصعوبات عليهم، كما يقول مارقوس للصحيفة.

فرضت حكومة اقليم كردستان، قيوداً على كميات المواد الغذائية التي يشترونها، حتى المخبز الموجود في القرية تم إغلاقه، و متجرهم الصغير في اسفل الوادي، بات فارغا من المستلزمات.

يقول شليمون شويل أتشين، من سكان القرية، انه لا يحق له سوى شراء خمسة كيلو من الطماطم، لان الحكومة متخوفة من ان نبيع الباقي لحزب العمال الكردستاني.

بحسب كاميران عثمان من مدينة السليمانية، والذي يتحدث عن المناطق التي تم إفراغها من سكانها، ان تركيا تحاول إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود و قد قامت بالفعل بإنشاء قواعد عسكرية جديدة على المنطقة الحدودية.

المزيد من المواضيع