صعود الأحزاب اليسارية في الدول الإسكندنافية يكسر التوجه اليميني المتصاعد في الانتخابات البرلمانية الأوروبية

الدول الإسكندنافية تكسر التيار اليميني: تقدم يساري في السويد والدنمارك وفنلندا. الصورة TT

في تحول سياسي مفاجئ، شهدت الدول الإسكندنافية، بما فيها السويد، الدنمارك، وفنلندا، تقدمًا بارزًا للأحزاب اليسارية والخضراء خلال انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2024. هذا الاتجاه يتناقض بشكل صارخ مع الميل العام للأحزاب اليمينية القومية الذي لوحظ في بقية أوروبا.

تقدم الأحزاب اليسارية في الدنمارك:

في الدنمارك، تصدر حزب الشعب الاشتراكي الانتخابات بحصوله على 17.4% من الأصوات، متجاوزًا الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة ميت فريدريكسن، الذي طالما هيمن على الساحة السياسية الدنماركية. جاء هذا التقدم بعد أن استقطب الحزب الاشتراكي الناخبين الذين شعروا بخيبة أمل من توجه الحزب الديمقراطي الاجتماعي نحو اليمين.

  • سبب النجاح: ركز الحزب الاشتراكي على قضايا المناخ، حقوق الإنسان، وسوق عمل أكثر عدلاً، ما جذب الناخبين الذين يرون أن الحزب الديمقراطي الاجتماعي لم يعد يمثلهم.
  • المواقف من قضايا الهجرة: رغم تراجع شعبية حزب الشعب الدنماركي المعروف بمواقفه الصارمة تجاه الهجرة، إلا أنه تمكن من الحفاظ على مقعد واحد في البرلمان الأوروبي الجديد، في حين حصل حزب الديمقراطيين الدنماركيين الجدد على مقعد آخر.

المفاجأة اليسارية في فنلندا:

في فنلندا، حقق حزب اليسار الفنلندي مفاجأة مدوية بحصوله على 17.3% من الأصوات، ليصبح الحزب الثاني بعد حزب التجمع الوطني الذي حصل على 24.8%.

  • القيادة القوية: قادت لي أندرسون، رئيسة حزب اليسار، الحملة الانتخابية بنجاح، مما أثمر عن زيادة كبيرة في التأييد للحزب. شاركت أندرسون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث تركت انطباعًا إيجابيًا في المناظرات، مما ساعد على تعزيز موقف حزبها في الانتخابات.
  • أهداف الحملة: ركز الحزب على التهديدات المتمثلة في تراجع الاتحاد الأوروبي، مؤكداً على ضرورة التصدي لتعاون الأحزاب اليمينية المعتدلة والشعبوية في البرلمان الأوروبي.

تراجع اليمين الشعبوي:

على الجانب الآخر، شهد حزب الفنلنديين الحقيقيين تراجعًا ملحوظًا بحصوله على 7.6% من الأصوات فقط، متراجعًا بنسبة 6%.

  • سبب التراجع: عزا تيمو سويني، الزعيم السابق للحزب، هذا الانخفاض إلى فقدان الحزب لسياساته النقدية تجاه الاتحاد الأوروبي وتحوله إلى حزب يميني تقليدي. هذا التحول أدى إلى عزوف بعض الناخبين عن دعم الحزب.
  • التأثير على المشاركة: يعكس هذا التراجع فشل الحزب في تحفيز قاعدته الانتخابية للمشاركة في التصويت، حيث فضل العديد من أنصاره الامتناع عن التصويت.

تحديات منخفضة المشاركة في فنلندا:

بشكل عام، سجلت فنلندا نسبة مشاركة منخفضة في الانتخابات، حيث شارك 42% فقط من الناخبين. يشير هذا إلى تحديات في تحفيز الناخبين على المشاركة، وهو ما قد يؤثر على التمثيل البرلماني للأحزاب المختلفة.

المصدر: svt.se

المزيد من المواضيع