دال ميديا: في حادثة غريبة ومثيرة للدهشة، تمكنت الشرطة السويدية من ضبط مزرعة ضخمة للقنب في منطقة غانتوفته خارج مدينة هلسينغبوري. لكن المفاجأة لم تكن في حجم المزرعة أو عدد الأشخاص المتورطين فقط، بل في اكتشاف جريمة أخرى على نفس القدر من الغرابة: سرقة كهرباء بمبلغ 1.1 مليون كرونة سويدية من شركة Öresundskraft.
كيف تم اكتشاف السرقة؟
في ديسمبر الماضي، قامت الشرطة بمداهمة موقع زراعة القنب، حيث تم القبض على عشرة أشخاص بتهمة جرائم مخدرات. لكن خلال العملية، لاحظت الشرطة شيئًا غير طبيعي في توصيلات الكهرباء، مما أثار شكوكهم حول استهلاك الكهرباء غير المعتاد في المكان.
قامت الشرطة بإبلاغ شركة Öresundskraft التي أرسلت فريقاً للتحقيق. وهنا كانت المفاجأة.
“لقد رأينا أنهم قاموا بتوصيل الكهرباء بشكل غير قانوني عن طريق حفر الطريق وربط الكابلات بشكل احترافي، ثم أعادوا إغلاق الحفرة بطريقة أنيقة ومرتبطة بالطريق الأصلي”، يقول أندرس لوندبلاد، مدير الاتصالات في Öresundskraft.
عملية احترافية بكل المقاييس
وصف المسؤولون في الشركة السرقة بأنها عملية “احترافية للغاية”، حيث قام الجناة بحفر الطريق والوصول إلى كابل الكهرباء الرئيسي، ثم ربطوا الكابل بشكل غير قانوني لتغذية المزرعة بالطاقة. بعد ذلك، قاموا بإعادة سفلتة الطريق بطريقة متقنة بحيث لم يلاحظ أحد وجود أي تغيير.
“لا يمكن لأي شخص عادي أن يقوم بهذا العمل، إنه حقاً عمل احترافي”، يؤكد لوندبلاد.
من هم الجناة؟
بحسب صحيفة Sydsvenskan، المتهمان بسرقة الكهرباء هما رجلان في العقد الخامس والثالث من العمر (58 و27 عاماً). وقد تم وضعهما قيد الحجز مع بقية المتهمين في جريمة المخدرات.
حجم الاستهلاك يكشف حجم المزرعة
قدّرت الشركة قيمة الكهرباء المسروقة بـ 1.1 مليون كرونة سويدية، وهي كمية كهرباء تكفي لإضاءة وتشغيل مزرعة تجارية ضخمة.
“الكهرباء المستهلكة كانت تكفي لإدارة مشتل زراعي كبير، مع أنظمة إضاءة وري حديثة”، يقول لوندبلاد.
وأضاف:
“لم نشهد من قبل حالة بهذا الحجم. عادةً ما تكون السرقات صغيرة، ببضع آلاف كرونات، لكن هذه المرة نحن نتحدث عن مليون كرونة!”
تشبيه بهوليوود
لم يستطع لوندبلاد إخفاء دهشته من العملية التي وصفها بأنها تشبه فيلمًا من أفلام هوليوود، قائلاً:
“إنها مثل فيلم ‘أوشنز 11’، حيث يجتمع الذكاء والإبداع معًا. لا يمكن تصديق حجم الاحتراف في تنفيذ هذه السرقة.”
ظاهرة غير معتادة في السويد
على الرغم من أن سرقات الكهرباء ليست جديدة، إلا أن هذه الحادثة تعتبر الأكبر من نوعها في السويد. عادةً ما تكون سرقات الكهرباء بسيطة وقيمتها لا تتجاوز 50 ألف كرونة في أقصى الحالات.
ومع ذلك، فإن هذه العملية غير المسبوقة تثير تساؤلات حول مدى تطور الجريمة المنظمة في السويد وقدرة المجرمين على استخدام أساليب تقنية متقدمة.
تداعيات القضية
بينما تواصل الشرطة التحقيق مع المتهمين في كل من جرائم زراعة المخدرات وسرقة الكهرباء، يجري الآن تقييم الأضرار بشكل مفصل. من المتوقع أن تواجه المجموعة تهمًا متعددة، بما في ذلك الجرائم الاقتصادية إلى جانب تهم حيازة المخدرات.
“نحن نتعاون مع الشرطة لجمع الأدلة وتقديم المتورطين إلى العدالة”، يؤكد مدير شركة Öresundskraft.
موجة من الدهشة في المجتمع
أثارت هذه الحادثة موجة من الدهشة في هلسينغبورغ والمناطق المحيطة بها، حيث عبر الكثيرون عن استغرابهم من قدرة الجناة على تنفيذ مثل هذه العملية المعقدة دون أن يلاحظ أحد.
وقال أحد السكان المحليين:
“لم نكن نتخيل أن يحدث شيء كهذا في مدينتنا الصغيرة. إنها حقاً قصة لا تصدق.”
الشرطة تطلب المساعدة
طالبت الشرطة المواطنين بتقديم أي معلومات قد تساعد في التحقيق، خاصة حول الأشخاص الذين شوهدوا يعملون على الطريق قبل المداهمة.
المصدر: TV4