ظاهرة غريبة: بلدة بولندية تنتظر معجزة ولادة ذكر بعد 10 سنوات من الإناث فقط

بلدة بولندية لا تلد سوى الإناث. thesun

تخيل قرية صغيرة حيث جميع الأطفال المولودين حديثًا هم إناث، فيما لم يُولد فيها طفل ذكر منذ ما يقارب العقد من الزمن. هذا هو الواقع في قرية مييسكا أودزانسكيا، الواقعة في جنوب غرب بولندا، التي جذبت اهتمام العالم بسبب هذه الظاهرة الغريبة والمثيرة للدهشة.

بدأت القصة عندما لاحظ أهالي القرية أثناء تنظيم مسابقة محلية لإطفاء الحرائق أن جميع المتنافسين كانوا من الفتيات. لم تكن تلك المسابقة سوى مؤشر على حقيقة بدأت تتشكل تدريجيًا؛ وهي أن قرية مييسكا أودزانسكيا لم تشهد ولادة طفل ذكر منذ أكثر من تسع سنوات. تلك الفترة التي وُلد خلالها 12 فتاة جعلت من هذه القرية ظاهرة غريبة تثير فضول الإعلام والعلماء وحتى الأهالي أنفسهم.

عمدة القرية، ريموند فريشكو، الذي يعيش تلك الظاهرة بشكل شخصي كونه أبًا لطفلتين، قرر أن يشجع الأهالي على إنجاب ذكر عن طريق عرض جائزة مالية للعائلة التي ترزق بمولود ذكر. بل إنه فكّر في إطلاق اسم أحد شوارع القرية على أول مولود ذكر يأتي إلى الدنيا، وزراعة شجرة بلوط تحمل اسمه. اهتمام وسائل الإعلام العالمية بالقرية كان مفاجئًا للسكان، حيث قال العمدة: “لقد كان هناك الكثير من الكلام حولنا في وسائل الإعلام، حتى إننا أصبحنا نضحك على الوضع ونتمنى أن نرحب بالذكر المنتظر بأفضل طريقة ممكنة”.

ولعل ما يزيد من الطرافة في هذه القصة هو تلك النصائح غير المألوفة التي تلقاها العمدة من الأطباء، فقد أبلغه أحد الأطباء المتقاعدين أن جنس الطفل قد يعتمد على النظام الغذائي للأم، وأن الطعام الغني بالكالسيوم يمكن أن يزيد من فرص إنجاب الذكور. كما أطلق العمدة طرفة متداولة تقول إن للفلاحين البولنديين طريقة مجربة لإنجاب الذكور، وهي وضع فأس تحت سرير الزوجية!

لكن القصة ليست كلها مرحًا. فقد أثارت هذه الظاهرة بعض المخاوف لدى الأهالي، خاصة مع هجرة الكثيرين من القرية إلى المدن المزدهرة للعمل في أماكن أخرى من الاتحاد الأوروبي. في ظل قلة عدد الذكور، يخشى البعض من أن تصبح الزراعة والمهن التقليدية أكثر صعوبة في المستقبل. رئيسة القرية، كريستينا زدزياك، أعربت عن قلقها من تأثير قلة الذكور على استمرار الزراعة، وقالت إن كل عائلة تقريبًا لديها أفراد يعيشون خارج القرية، وهو ما يعمق القلق من أن تجد الزراعة من يعمل بها في المستقبل.

العلماء من جهتهم نصحوا بعدم التسرع في استخلاص استنتاجات حول هذه الظاهرة، مشيرين إلى أن هناك حاجة لدراسة العوامل الوراثية والبيئية بشكل مفصل قبل الوصول إلى أي تفسير. البروفيسور رافال بلوسكي، رئيس قسم الوراثة في جامعة وارسو الطبية، اقترح ضرورة البحث في التاريخ العائلي لسكان القرية ومراجعة إحصائيات المواليد، بالإضافة إلى دراسة الظروف البيئية بعناية، للحصول على خيوط تساعد في تفسير هذه الظاهرة النادرة.

في انتظار المولود الذكر المنتظر، تبقى مييسكا أودزانسكيا قريةً ذات سحر خاص، حيث يتحد سكانها ويعيشون في تآلف مع تلك الظاهرة التي جعلتهم تحت الأضواء. إنها قصة تثبت لنا أن حتى في العالم المعاصر لا تزال هناك أماكن تحتفظ بطبيعتها الغريبة، وتدعونا إلى التأمل في غرائب الحياة وجمالها غير المتوقع.

المزيد من المواضيع