سوندسفال: شهد سكان مدينة سوندسفال شمال السويد، صباح الثلاثاء مشهدًا استثنائيًا في السماء، حيث ظهرت سحب اللؤلؤ، أو ما يعرف علميًا باسم السحب الطبقية القطبية، في ظاهرة نادرة تأسر الأنظار بألوانها المتلألئة المميزة.
ما هي سحب اللؤلؤ؟
تُعرف هذه السحب بالاسم العلمي Polar Stratospheric Clouds (PSC)، وتسمى بالإنجليزية Mother of Pearl Clouds أو Nacreous Clouds، نسبةً لألوانها المتلألئة التي تشبه لمعان اللؤلؤ.
تتكون هذه السحب من جزيئات صغيرة جدًا من الماء، سواء في الحالة السائلة أو المتجمدة، وقد تحتوي أيضًا على مركبات مثل حمض الكبريتيك وحمض النيتريك، مما يساهم في ألوانها الزاهية المميزة.
تظهر هذه السحب على ارتفاعات تتراوح بين 20 و30 كيلومترًا، وهو ارتفاع يعادل ضعف الارتفاع الذي تتشكل فيه السحب العادية، كما تتطلب ظروفًا مناخية شديدة البرودة تصل إلى -78 درجة مئوية أو أقل لتتشكل.
متى وأين تظهر سحب اللؤلؤ؟
تُرصد هذه الظاهرة النادرة غالبًا خلال فصل الشتاء في المناطق الشمالية الباردة، مثل الدول الاسكندنافية، وتظهر بوضوح عند شروق الشمس أو غروبها، عندما تكون الشمس أسفل الأفق، لكن أشعتها تضيء السحب العالية في طبقة الستراتوسفير.
تقول خبيرة الأرصاد الجوية تورا توماسدوتير من SVT:
“إنه مشهد نادر للغاية، يحدث فقط بضع مرات سنويًا، وعادةً في الظروف الجوية شديدة البرودة.”
كيف تتشكل هذه السحب؟
تتشكل سحب اللؤلؤ في ظروف جوية استثنائية، خاصة عندما:
- تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من -78 درجة مئوية.
- وجود هواء نقي وخالٍ من التلوث في الطبقات السفلية من الغلاف الجوي.
- بعد مرور الجبهات الهوائية الباردة.
تتطلب السحب أيضًا رياحًا قوية تعبر السلاسل الجبلية الاسكندنافية خلال فصل الشتاء، مما يؤدي إلى تكوينها بشكل أكثر وضوحًا.
مشهد طبيعي يخطف الأنظار
بفضل هذه الظروف النادرة، تمكن سكان سوندسفال من الاستمتاع بمشهد مذهل لسحب اللؤلؤ المتلألئة، التي تبدو كلوحة فنية طبيعية تتغير ألوانها بين الأزرق والوردي والبرتقالي مع تغير الإضاءة.
هذه الظاهرة ليست فقط جميلة بصريًا، بل توفر أيضًا فرصة فريدة للعلماء لدراسة التفاعلات الكيميائية في الغلاف الجوي وتأثيراتها على المناخ.
المصدر: svt
