عاد لإنقاذ زملائه فكان الموت بانتظاره.. تفاصيل اللحظات الأخيرة لأحد ضحايا مجزرة أوريبرو

احدى ضحايا مجزرة أوريبرو. aftonbladet

دال ميديا: وسط أجواء من الحزن العميق والأسى، تجمع مئات الأشخاص يوم الجمعة لتوديع علي محمد جعفري، 31 عامًا، أحد ضحايا الهجوم الدامي على مدرسة “Campus Risbergska” في مدينة أوريبرو. لم يكن علي مجرد طالب يدرس ليصبح عامل نظافة ( lokalvårdare)، بل كان رجلًا شجاعًا رفض الهروب عندما بدأ إطلاق النار، وعاد إلى داخل المبنى في محاولة لإنقاذ الآخرين، ليدفع حياته ثمنًا لشجاعته.

بحسب شهادة زميلته ليلى، 28 عامًا، كان علي جالسًا يتناول غداءه عندما بدأ إطلاق النار، لكنه سرعان ما غادر المبنى مع زملائه. وعلى الرغم من أنه كان بإمكانه البقاء في أمان بالخارج، إلا أنه اختار العودة إلى الداخل بعد أن رأى زملاءه محاصرين في الفوضى. لم يتردد لحظة في اتخاذ قراره، فقد كان هدفه الوحيد هو إنقاذ الآخرين، لكن القدر كان له رأي آخر.

حضر الجنازة أكثر من 150 شخصًا، من بينهم أصدقاء علي وعائلته، الذين بالكاد استطاعوا استيعاب حجم المأساة. من بين الحضور كان بشير ناصري، صديق علي المقرب وسائق الحافلة الذي كان ينقله يوميًا إلى المدرسة. بدا التأثر واضحًا على بشير، الذي لم يستطع حبس دموعه وهو يتحدث عن صديقه الراحل.

“كان علي شخصًا مبتسمًا دائمًا، مليئًا بالحياة والطيبة. عندما أدخل الحافلة كل يوم، كان يجلس في مكانه المعتاد، لكن الآن، المكان فارغ.. الجميع يصعدون إلى الحافلة، لكن علي لم يعد هنا. ومع ذلك، فهو لم يرحل عن قلوبنا”، قال بشير بأسى شديد، مشيرًا إلى الفراغ الكبير الذي تركه صديقه.

لم يكن علي الضحية الوحيدة في المجزرة، فإلى جانبه دُفن أيضًا سليم كريم إسكيف، 28 عامًا، الطالب الذي كان يدرس التمريض في المدرسة نفسها. خلال لحظاته الأخيرة، ورغم إصابته بالرصاص وسقوطه على الأرض، تمكن من إجراء مكالمة هاتفية أخيرة لخطيبته كارين إليا، وكأن قلبه كان يعلم أن هذه ستكون كلماته الأخيرة.

“قال لي إنه يحبني كثيرًا، ثم انقطع الاتصال”، روت كارين بصوت متهدج، غير قادرة على تصديق أن سليم لم يعد هنا، وأن أحلامهما المشتركة قد انتهت في لحظة مروعة لن تُمحى من ذاكرتها أبدًا.

المجزرة التي وقعت في الرابع من فبراير تركت عشرة قتلى، من بينهم بسام الشلح، 48 عامًا، الذي تم دفنه يوم الخميس، فيما انتهى الهجوم بمقتل منفذه ريكار أندرسون، 35 عامًا. وعلى الرغم من رحيل الجاني، إلا أن آثار المجزرة ستظل محفورة في ذاكرة المدينة، حيث تركت جروحًا غائرة في قلوب العائلات التي فقدت أحباءها بلا سبب سوى وجودهم في المكان الخطأ في اللحظة الخطأ.

ما زالت أوريبرو تعيش صدمة عميقة، فكل جنازة جديدة تزيد من ثقل الحزن الذي خيّم على المدينة. وعلى الرغم من الألم والفقدان، فإن قصص الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم لإنقاذ الآخرين ستظل تُروى، وستبقى ذكراهم خالدة في القلوب، لتُخلّد شجاعتهم في وجه الموت.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع