عزيزة.. معلمة كرّست حياتها للعلم وألهمت الآلاف قبل أن تخطفها رصاصات أوريبرو

المعلمة عزيزة التي فقدت حياتها في مجزرة أوريبرو. الصورة خاصة منشورة على svt

دال ميديا: في كل فصل دراسي كانت تضيء وجوه طلابها بابتسامتها، تقدم لهم ليس فقط دروس الرياضيات، بل دروسًا في الحياة والمثابرة. عزيزة، المعلمة الكردية التي كرست حياتها لنشر العلم، كانت تستعد للتقاعد هذا الصيف بعد أكثر من عقدين من العطاء، لكن رصاصة الغدر أنهت رحلتها قبل الأوان في مجزرة مدرسة ريسبرجسكا في أوريبرو يوم الثلاثاء الماضي.

معلمة وصاحبة رسالة

وُلدت عزيزة قبل 68 عامًا وكانت الأخت الكبرى لسبعة أشقاء، قائدة عائلية وشخصية محورية جمعت العائلة حولها. عندما هاجرت من كردستان إلى السويد في التسعينيات بحثًا عن حياة أكثر استقرارًا، لم تتردد في متابعة مسيرتها العلمية، فحصلت على شهادتين، واحدة في الهندسة المدنية والأخرى كمعلمة رياضيات للمرحلة الثانوية.

في بيان مشترك، كتبت عائلتها عن شخصيتها الفريدة:
“غادرت كردستان بحثًا عن الأمان، وجدت موطنًا لها في السويد، وعلمت أجيالًا من الطلاب الذين ساعدتهم على بناء مستقبلهم. كانت ترى كل طالب كشخصية مستقلة، وكان حبها وشغفها بالتعليم ينعكس في كل كلمة تنطق بها.”

عشرون عامًا من التفاني والعطاء

على مدار 20 عامًا، لم تكن عزيزة مجرد معلمة رياضيات، بل كانت مرشدة ومُلهمة لطلابها. خلال السنوات السبع الأخيرة، عملت في مدرسة ريسبرجسكا، ولم ترَ في انتقال مدرستها عبئًا، بل فرصة لممارسة رياضتها اليومية من خلال المشي إلى المدرسة.

لكن التعليم لم يكن بالنسبة لها مجرد وظيفة، بل كان شغفًا وحياة، حتى أنها أنشأت قناة على يوتيوب لمساعدة الطلاب الناطقين بالكردية على تعلم الرياضيات. جذب أسلوبها الفريد في التدريس أكثر من 120 ألف مشترك، ما جعلها رمزًا تعليميًا في مجتمعها.

“العلم مفتاح كل شيء”

كانت عزيزة تؤمن بأن المعرفة هي أساس النجاح، ودائمًا ما كانت تردد لطلابها وأفراد عائلتها:
“يمكن للإنسان أن يتغير ويتطور دائمًا، فالتعلم هو المفتاح لكل شيء في حياتنا ومجتمعنا.”

كان شغفها بالتعليم قويًا لدرجة أنها لم تكن متحمسة لفكرة التقاعد، ورغم وصولها إلى سن المعاش، كانت ترغب في الاستمرار في التدريس لأطول فترة ممكنة.

رحيل صادم وذكرى خالدة

اليوم، تحاول عائلة عزيزة العثور على عزائها في الإرث الذي تركته وراءها؛ أجيال من الطلاب الذين ساعدتهم، ومجتمع تعليمي أثرت فيه بشكل كبير.

“لقد كانت رمزًا للحب والتفاني، وذكراها ستظل خالدة في قلوب كل من عرفها وتعلم منها.”

في يومٍ كان من المفترض أن يكون يومًا دراسيًا عاديًا، رحلت عزيزة، لكنها تركت إرثًا من النور والمعرفة سيبقى خالدًا للأجيال القادمة.

المصدر: svt

المزيد من المواضيع