دال ميديا: يُباع في عبوات صغيرة أنيقة، ويُسوّق كمنتج طبيعي يعزز القدرة الجنسية، لكنه في الحقيقة يحتوي على مادة دوائية فعالة تُستخدم في أدوية لا تُصرف إلا بوصفة طبية. إنه ما يُعرف إعلاميا بـ “عسل المتعة الجنسية”، الذي غزا الأسواق الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح شائعا بين الشباب، خصوصا في الولايات المتحدة، حيث يتم الترويج له على أنه تجربة ممتعة ومثيرة.

لكن الحقيقة أكثر خطورة مما تبدو عليه. فبحسب تقرير للتلفزيون السويدي SVT، فإن هذه المنتجات تُشكل تهديدا صحيا حقيقيا قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على القلب والأوعية الدموية، بل وقد يصل الأمر إلى الوفاة.

تحذير من هيئة الأدوية السويدية

إلين ماريا بيرغستين، محققة في هيئة الأدوية السويدية، أكدت أن العسل يحتوي على نفس المادة الفعالة الموجودة في أدوية تحسين الأداء الجنسي. وقالت إن الخطر يكمن في أن هذه المادة قد تسبب انخفاضا حادا في ضغط الدم ومشاكل قلبية حادة.
وأضافت: “هذه المنتجات قد تكون خطيرة على أي شخص، لأننا لا نعرف كمية المادة الموجودة فيها ولا كيفية تصنيعها”.

وذكّرت بيرغستين بحادثة وفاة شاب يبلغ من العمر 23 عاما بعد تناوله منتجا مشابها، كما وردت تقارير من الطواقم الطبية عن حالات إصابة بنوبات قلبية بين شباب أصحاء تناولوا هذا العسل دون علم بخطورته.

منتج غير قانوني ورواج رغم التحذيرات

رغم أن المنتج يُعتبر غير قانوني لأنه يحتوي على مواد دوائية مخفية، إلا أن العسل يُباع عبر مواقع إلكترونية سويدية، كما يتم الترويج له بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي.

الجمارك الفرنسية ضبطت العام الماضي أكثر من 13 طنا من هذا العسل، بينما لم تسجل الجمارك السويدية سوى سبع عمليات ضبط بين عامي 2021 و2024، ما يشير إلى صعوبة السيطرة على انتشار هذه المنتجات.

العسل غالبا ما يُستورد من دول مثل ماليزيا، تركيا، تونس وتايلاند، ويُصنع في مصانع غير خاضعة للرقابة، مما يزيد من احتمالية احتوائه على مواد غير معروفة قد تكون ضارة.

هيئة الأدوية: لا تصدقوا “المنتجات الطبيعية”

تؤكد هيئة الأدوية السويدية أنه لا توجد تركيبات عشبية مثبتة علميا تؤدي إلى تعزيز القدرة الجنسية كما يُروّج. وتقول بيرغستين: “يجب أن يشعر المستهلك بالقلق عندما يُقال له إن منتجا طبيعيا يعزز القدرة الجنسية، لأن هذه المزاعم غير صحيحة وغالبا ما تكون وسيلة لتسويق منتجات خطرة”.

وكانت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية قد أصدرت تحذيرا مماثلا عام 2018 بشأن منتج مشابه، في ظل تزايد استخدامه من قبل طلاب الجامعات الأمريكية.