بعد معاناة استمرت لأكثر من عام، عادت فتاتان إلى السويد بعد أن نقلهما والدهما دون علم والدتهما إلى سوريا خلال عطلة في تركيا. بدأت القصة في يونيو 2022 عندما سافر الأب، المنفصل عن زوجته، مع ابنتيه في رحلة صيفية إلى تركيا. كان عمر الفتاتين حينها 11 و14 عامًا، ولم تكن الأم تعلم أن وجهتهما الحقيقية ستكون سوريا.

قالت الفتاتان في تصريحات مؤثرة: “كانت تلك الفترة كالسجن. كنا بعيدتين عن والدتنا، وكل ما أردناه هو العودة إلى السويد”.

خطة الأب ونقل الفتاتين إلى سوريا

كانت الأم قد أعطت موافقتها على رحلة الأب والفتاتين إلى تركيا، معتقدة أن الهدف منها هو قضاء عطلة عادية. لكن الأب كانت لديه نوايا مختلفة؛ حيث قرر الانتقال بهما إلى سوريا بهدف تربيتهما هناك وفق التقاليد والقواعد التي نشأ عليها.

أوضحت الشرطية غابرييلا بيريز في مقابلة مع SVT: “كان يريد أن تنشأ الفتاتان في سوريا وفق المعايير الثقافية والدينية التي يعرفها”.

البقاء في سوريا ورعاية الأقارب

بمجرد وصولهما إلى سوريا، فرضت السلطات حظر خروج على الفتاتين، مما جعلهما غير قادرتين على مغادرة البلاد. عاد الأب إلى السويد، تاركًا الفتاتين في رعاية والدته وشقيقته. صرحت إحدى الفتيات: “أخبرنا أبي أننا لن نعود إلى السويد وأننا لن نرى والدتنا مجددًا. في البداية، اعتقدت أنه يمزح”.

القبض على الأب وإعادة المحاكمة

ألقت السلطات السويدية القبض على الأب وأدانته بتهمة الاختطاف الجسيم للأطفال، وحُكم عليه بالسجن لمدة عام ونصف. رغم التحذيرات المتكررة خلال فترة سجنه، لم يبذل الأب أي جهد لإعادة الفتاتين. وعقب انتهاء فترة عقوبته، تم اعتقاله مجددًا وإدانته بنفس التهمة مرة أخرى في يناير هذا العام.

الهروب بمساعدة الجدة والعودة إلى السويد

كانت الجدة المقيمة في سوريا هي الشخص الوحيد القادر على مساعدة الفتاتين. تعاونت الجدة مع الفتاتين في التخطيط للهروب من سوريا. ومع حلول سبتمبر 2023، نجحت الفتاتان في العودة إلى السويد بعد رحلة مليئة بالمخاطر.

قالت الأم بتأثر: “كل ما كنت أريده هو استعادة بناتي إلى السويد”.

وثّقت وسائل الإعلام لحظة اللقاء العاطفي بين الأم وابنتيها، مشيرة إلى التحديات الكبيرة التي واجهتهما خلال تلك الفترة. من جهتها، أكدت SVT Nyheter Skåne أنها حاولت التواصل مع محامي الأب للحصول على تعليق، دون رد.

المصدر: SVT