عيد الغطاس في السويد.. من احتفال شعبي صاخب إلى يوم عطلة منسي!

هل يختفي عيد الغطاس من السويد؟ احتفال تاريخي يواجه خطر الاندثار.

دال ميديا: تعتبر ليلة عيد الغطاس، التي كانت في الماضي من أهم المناسبات الاحتفالية في السويد، مجرد يوم عطلة رسمي في الوقت الحالي، حيث لم يعد يحتفل بها الكثيرون كما في السابق. لكن ماذا سيحدث لهذا العيد إذا توقف الجميع عن الاحتفال به أو لم يعد لديهم فكرة واضحة عن رمزيته وأصوله؟

عيد الغطاس وانعكاساته حول العالم

عيد الغطاس هو مناسبة دينية تقام بطرق مختلفة في العديد من دول العالم، ويرمز لدى الكثيرين إلى نهاية موسم أعياد الميلاد. رغم تراجع الاحتفال به في بعض البلدان مثل السويد، إلا أن بعض الطوائف المسيحية، مثل الكنائس الأرثوذكسية، لا تزال تحتفل به بوصفه جزءًا أساسيًا من تقاليد الميلاد.

من أبرز الأمثلة على استمرار الاحتفال بعيد الغطاس في الأوساط الأرثوذكسية، هو التغيير الذي أجرته أوكرانيا مؤخرًا خلال الحرب مع روسيا. إذ انتقلت أوكرانيا للاحتفال بعيد الميلاد في 25 ديسمبر بدلًا من 7 يناير، في محاولة للانفصال عن التأثير الديني للكنيسة الروسية الأرثوذكسية.

السويد وتراجع الاحتفال بعيد الغطاس

في السويد، كان عيد الغطاس يشهد احتفالات ضخمة في الماضي، حيث كان الشباب، وخاصة الفتيان، يرتدون أزياء تشبه شخصيات الملوك الثلاثة أو ما يُعرف بـ”نجوم الغطاس”. كانوا يتنقلون بين المزارع، مقدمين عروضًا تُمثل قصصًا دينية مثل زيارة المجوس الثلاثة للطفل يسوع، ويتلقون مقابل ذلك الطعام والشراب للاحتفال لاحقًا في المساء.

ولكن كما توضح خبيرة التقاليد السويدية كاتستروم هوك، فإن هذا النوع من الاحتفال لم يعد موجودًا إلا في جزيرة “مويا” السويدية، حيث ما زالت الاحتفالات تقام بشكل يشبه الكرنفال.

وحول مستقبل هذا العيد، تقول كاتستروم:
“التقاليد تتغير باستمرار. في العصور الوسطى كان لدينا أيام عطلة أكثر بكثير، لكن تم تقليصها في القرن الثامن عشر خلال حملة واسعة لتقليل الإجازات الرسمية.”
وتتابع: “من الممكن أن يتلاشى الاحتفال تدريجيًا إذا لم يعد له دور واضح أو رمزية اجتماعية ودينية لدى الناس.”

نجوم الغطاس وأصولهم

اللافت أن شخصيات “نجوم الغطاس” لم تكن في الأصل جزءًا من احتفالات لوسيا، بل كانت مرتبطة فقط بعيد الغطاس. وكان هؤلاء يمثلون المجوس الثلاثة الذين جاؤوا لزيارة يسوع عند ولادته، مقدمين له الهدايا.

إلا أن الأمور تغيرت في السويد مع الوقت، حيث أصبحت هذه الشخصيات جزءًا من احتفالات “لوسيا”، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى مبادرة تجارية في ستوكهولم عام 1927، حيث أراد التجار تعزيز موسم التسوق الميلادي، فأطلقوا موكبًا كبيرًا ضم العشرات من شخصيات نجوم الغطاس، وقد حقق هذا الموكب نجاحًا كبيرًا، مما أدى إلى استمرار هذه العادة ضمن احتفالات لوسيا حتى يومنا هذا.

احتفالات عالمية بعيد الغطاس

عيد الغطاس يُحتفل به بشكل مختلف في دول عديدة. في الفلبين وإيطاليا، يتلقى الأطفال هدايا خلال هذا العيد. أما في إسبانيا، فيُعرف باسم “El Día de los Reyes Magos” أي “يوم الملوك السحرة”، في إشارة إلى المجوس الثلاثة.

أما في إثيوبيا، فإن شخصية الملك بالتازار تلعب دورًا محوريًا في القصة، حيث يُعتقد وفقًا للتقاليد أنه كان أحد ملوك المنطقة.

هل سيختفي عيد الغطاس في السويد؟

مع مرور الوقت، وتراجع الطابع الديني والرمزي لبعض المناسبات التقليدية في السويد، يبقى التساؤل مطروحًا حول ما إذا كان عيد الغطاس سيتلاشى تمامًا من الذاكرة الشعبية، أم سيستمر في البقاء كرمز ثقافي لمناسبة قديمة ذات جذور دينية واجتماعية عميقة؟

المصدر: svt

المزيد من المواضيع