دال ميديا: عيد الفصح (Påsk) هو أحد أقدم وأهم الأعياد المسيحية، ويُحتفل به في السويد كما في باقي الدول ذات الجذور المسيحية. أصل العيد ديني، ويُحيي ذكرى قيامة السيد المسيح بعد صلبه، بحسب الإيمان المسيحي. لكنه في السويد تطوّر ليشمل تقاليد شعبية وثقافية متجذرة، تجمع بين الطابع الديني والاحتفال الربيعي، ويُعتبر فرصة للراحة العائلية والتواصل الاجتماعي، خصوصًا أنه يتزامن مع عطلة مدرسية تمتد أسبوعًا كاملًا.
متى يُحتفل بعيد الفصح في السويد؟
يتغيّر موعد عيد الفصح سنويًا لأنه مرتبط بالتقويم القمري، ويُحتفل به دائمًا يوم الأحد الأول بعد أول بدر يلي الاعتدال الربيعي، ما يعني أنه يقع بين 22 مارس و25 أبريل.
🗓️ تواريخ عيد الفصح في السويد لعام 2025
في عام 2025، يُحتفل بعيد الفصح خلال الفترة من 17 إلى 21 أبريل، وتشمل الأيام التالية:
-
خميس العهد (Skärtorsdag): 17 أبريل
-
الجمعة العظيمة (Långfredag): 18 أبريل
-
السبت المقدس (Påskafton): 19 أبريل
-
أحد الفصح (Påskdagen): 20 أبريل
-
إثنين الفصح (Annandag påsk): 21 أبريل
تُعد هذه الأيام عطلات رسمية في السويد، حيث تُغلق المدارس ومعظم الشركات، ويستغل السويديون هذه الفترة للاحتفال وقضاء الوقت مع العائلة.
عطلة المدارس: أسبوع كامل من الراحة
في السويد، يُخصص أسبوع كامل كعطلة مدرسية للفصح (Påsklov)، عادة في الأسبوع الذي يسبق “أحد الفصح” أو يتزامن معه. تختلف المواعيد قليلًا بين البلديات، لكن عمومًا يحصل الطلاب على إجازة من يوم الاثنين إلى الجمعة، وتُغلق المدارس بشكل تام خلال هذه الفترة.
تُستغل هذه العطلة لقضاء الوقت مع العائلة، السفر، أو المشاركة في نشاطات الربيع والاحتفالات، خاصة للأطفال الذين يشاركون في طقوس ممتعة تعود لعصور قديمة.
رمزية عيد الفصح في السويد
عيد الفصح في السويد لا يقتصر على طقوس الكنيسة، بل يمتزج بتقاليد فريدة تجمع بين الديانة المسيحية، المعتقدات الشعبية القديمة، واحتفالات قدوم الربيع.
تشمل رموز الفصح في السويد:
-
البيض الملوّن: رمز للحياة والتجدد
-
الساحرات (påskkärringar): وهي عادة فريدة يلبس فيها الأطفال زي الساحرات، ويطرقون الأبواب لتوزيع أو طلب الحلوى
-
الريش الملون påskfjädrar: يُزين به السويديون الأشجار وأغصان البتولا
-
الخروف والكتاكيت: رموز تقليدية للعيد
-
الزينة الصفراء: اللون الأصفر يرمز للنور والربيع والفرح
عادة “ساحرات الفصح”
من أشهر العادات الشعبية السويدية، أن الأطفال يرتدون ملابس الساحرات (تنورات طويلة، أوشحة على الرأس، خدود محمرة)، ويحملون سلالًا صغيرة، ويذهبون من بيت إلى بيت ليقدّموا بطاقات تهنئة مقابل الحلوى، على طريقة “Halloween” في أمريكا.
تعود هذه العادة إلى معتقدات قديمة تقول إن الساحرات تطير إلى “بلوكلولا” (Blåkulla) ليلة الخميس المقدس لتلتقي بالشيطان، وتعود يوم أحد الفصح. تحوّلت هذه الأسطورة اليوم إلى طقس احتفالي مسلٍ للأطفال.
أطعمة عيد الفصح في السويد
يُعتبر عيد الفصح مناسبة للأكل التقليدي، حيث يجتمع أفراد العائلة لتناول مائدة مليئة بالأطباق المميزة، ومنها:
-
البيض المسلوق والمزين
-
سمك الرنجة المخلل (sill)
-
السلمون المدخن
-
طبق لحم الضأن أو الخروف
-
كعكات الفصح الخاصة
-
حلويات ومربى وكاكاو
وتُعرض هذه الأطعمة غالبًا على طاولة مفتوحة تُسمى Påskbord، وهي شبيهة بمائدة عيد الميلاد (Julbord).
الجانب الديني والكنسي
بالنسبة للمسيحيين المتدينين، لا يزال الجانب الروحي محفوظًا في بعض المناطق، حيث يُقام قداس الجمعة العظيمة وقداس أحد القيامة في الكنائس، مع سرد لقصة الصلب والقيامة، وإن كانت المشاركة تقل مع مرور الزمن بسبب تراجع الممارسة الدينية في المجتمع السويدي.
طابع ربيعي وفرصة للراحة
بجانب الرمزية الدينية والتقاليد الشعبية، يمثل عيد الفصح بداية فعلية لفصل الربيع في السويد، خاصة في الجنوب حيث تبدأ الأزهار بالتفتح والشمس بالظهور بعد شتاء طويل. لذلك، يُعد هذا العيد فرصة للسويديين لقضاء الوقت في الطبيعة، أو زيارة الأكواخ الصيفية، أو السفر داخل البلاد أو خارجها.
في الخلاصة:
-
عيد الفصح في السويد مزيج بين عيد ديني ومهرجان شعبي وربيعي.
-
يستمتع الأطفال بزي الساحرات وتوزيع الحلوى، فيما تستمتع العائلات بالأطعمة التقليدية والراحة.
-
العطلة المدرسية تمتد عادة لأسبوع كامل، وتُعد من أبرز الإجازات العائلية خلال السنة.
-
وعلى الرغم من التراجع الديني، فإن العيد ما يزال يحمل رمزية قوية في الذاكرة والثقافة السويدية.