دال ميديا: فتحت مراكز الاقتراع أبوابها اليوم الثلاثاء في جزيرة غرينلاند، حيث يتوجه نحو 57 ألف ناخب لاختيار ممثليهم في البرلمان، في انتخابات توصف بأنها “تاريخية”، ليس فقط بسبب طموحات الاستقلال عن الدنمارك، بل أيضاً بفعل الاهتمام الدولي غير المسبوق الذي حظيت به هذه العملية الانتخابية.
ووفق ما نقلته مراسلة التلفزيون السويدي SVT، ريجينا سفيدبرغ أوسبيرغ، من العاصمة نوك، فإن العالم يسلّط أنظاره نحو الجزيرة القطبية، في ظل تصاعد الخطاب السياسي حول مستقبل العلاقة مع الدنمارك، واحتمالات الانفصال الكامل عنها.
الاستقلال في قلب الحملة الانتخابية
تصدرت قضية الاستقلال النقاشات السياسية خلال الحملة الانتخابية، حيث تدفع أحزاب رئيسية مثل “ناليراك” و”إينويت أتاكاتيغيت” نحو انفصال سريع عن التاج الدنماركي. ويعتبر المراقبون أن نتيجة الانتخابات قد تشكل نقطة تحول في العلاقة بين غرينلاند والدنمارك.
وزاد من تعقيد المشهد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قبل يوم واحد من الاقتراع، عن رغبة بلاده في استثمار مليارات الدولارات في الجزيرة، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً اعتبره قادة الأحزاب الغرينلاندية “تدخلاً غير مقبول ومحاولة للتأثير على إرادة الناخبين”.
رغم ذلك، يرى بعض الساسة المحليين أن هذا الاهتمام العالمي قد يحمل جانباً إيجابياً عبر رفع وعي السكان بأهمية التصويت والمشاركة السياسية في تقرير مستقبل بلادهم.
رفاهية المواطن على رأس الأولويات
ورغم التركيز الإعلامي الدولي على مسألة الانفصال، تشير تقارير محلية إلى أن أولويات السكان تختلف، إذ ترى غالبية الناخبين أن القضايا المعيشية، خصوصاً خدمات الرعاية الصحية، هي الأهم.
تقول المراسلة ريجينا سفيدبرغ أوسبيرغ:
“الرفاهية تأتي في مقدمة اهتمامات الغرينلانديين. هناك نقص كبير في عدد الأطباء والممرضين، وهذا يشكل تحدياً جوهرياً لحياة الناس اليومية”.
الاقتصاد والصيد البحري في دائرة الضوء
إلى جانب الخدمات الصحية، تتصدر قضايا التضخم وقطاع الصيد البحري ـ الذي يمثل الدعامة الاقتصادية الرئيسية للجزيرة ـ جدول النقاشات السياسية. وتُعد غرينلاند أكبر جزيرة في العالم، ويعتمد اقتصادها بشكل كبير على الثروة السمكية.
وتبقى الأنظار موجهة إلى نتائج الانتخابات التي ستحدد ليس فقط هوية الحكومة المقبلة، بل وربما مستقبل غرينلاند السياسي بأكمله.