دال ميديا: كشفت تحقيقات تلفزيون السويد (SVT) عن تفاصيل صادمة تتعلق بسلسلة التفجيرات التي شهدتها البلاد في الأشهر الأخيرة، حيث تم اعتقال أكثر من 30 شخصًا بتهمة التورط في 22 عملية تفجير من أصل 60 وقعت بين ديسمبر وفبراير. ومن بين المعتقلين، امرأة تبلغ من العمر 41 عامًا، كانت تعمل في شركة أمنية وتتقاضى راتبًا سنويًا يتجاوز 700 ألف كرون، قبل أن تجد نفسها متورطة في قضايا احتيال وتفجيرات هزت العاصمة ستوكهولم.
تورط صادم: من شركة الأمن إلى شبكة الجريمة
وفقًا لتحقيقات SVT، فقد كانت المرأة، التي عُرفت إعلاميًا باسم “سيدة الأمن”، محتجزة بتهمة التورط في عمليتي تفجير وقعتا في منطقتي تينستا وأوسمو. لكن المفاجأة الكبرى أن هذه السيدة لم تكن الوحيدة، بل انضمت إلى قائمة متزايدة من المعتقلين بينهم مراهقون وأشخاص ذوو سوابق جنائية.
الشرطة السويدية تؤكد أن 70% من المعتقلين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا، مما يسلط الضوء على تورط الشباب في أعمال العنف والجريمة المنظمة بشكل غير مسبوق.
يقول ماكس أوكيروال، نائب رئيس شرطة منطقة ستوكهولم الجنوبية، في تصريح لـ SVT:
“التحقيقات تشير إلى وجود شبكة إجرامية متشعبة، ونحن متأكدون من أن هذه الاعتقالات ليست الأخيرة، بل هناك المزيد من المشتبه بهم الذين سيتم القبض عليهم قريبًا.”
تفاصيل الاعتقالات.. قاصرين يقودون التفجيرات
التقرير الصادر عن SVT كشف أن عددًا كبيرًا من المعتقلين لهم سجل إجرامي سابق، بينما الثلث الآخر سبق أن تم وضعهم تحت الرعاية القسرية أو الأسر البديلة.
أبرز الاعتقالات المسجلة:
– 3 ديسمبر – ستوكهولم (هيسلبو وفارستا): اعتقال فتى عمره 17 عامًا بتهمة تنفيذ تفجيرين متتاليين.
– 5 ديسمبر – تينستا وأوسمو: اعتقال المرأة البالغة من العمر 41 عامًا، وهي “سيدة الأمن” المتورطة في عمليات تفجير.
– 11 ديسمبر – مالمو: اعتقال شابين عمرهما 19 و21 عامًا متهمين بإحداث انفجارات ضخمة في المدينة.
– 17 ديسمبر – تيريسو: اعتقال شاب يبلغ من العمر 23 عامًا وقاصرين (16 و20 عامًا) بتهمة التورط في تفجيرات أدت إلى إصابات بشرية.
– 27 يناير – أوبلاندس-برو: اعتقال فتى يبلغ من العمر 15 عامًا بتهمة محاولة القتل والتفجير.
– 9 فبراير – أوسترمالم، ستوكهولم: اعتقال رجل يبلغ من العمر 23 عامًا بعد تفجير هائل في المنطقة.
الشباب والمراهقون في قلب الجريمة
وفقًا لـ سفين غراناث، الخبير في علم الجريمة بجامعة ستوكهولم، فإن الفئة العمرية التي تضم الأشخاص بين 15 و19 عامًا أصبحت تمثل خطرًا متزايدًا، حيث يظهر العديد منهم في ملفات القضايا الكبرى لأول مرة من خلال هذه الجرائم العنيفة.
يقول غراناث لـ SVT:
“نحن نشهد جيلًا جديدًا من المجرمين، حيث يدخل القاصرون عالم الجريمة المنظمة في سن مبكرة، وهذا مؤشر خطير على المستقبل.”
إحصائيات صادمة عن المتورطين في التفجيرات:
– 70% من المعتقلين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا
– 60% لديهم سجل إجرامي سابق
– ثلث المعتقلين خضعوا للرعاية الاجتماعية القسرية أو الإقامة في دور الرعاية
التحقيقات مستمرة.. والشرطة تتوقع المزيد من الاعتقالات
رغم أن السلطات السويدية تمكنت من القبض على 22 مشتبهًا بهم في 60 تفجيرًا مسجلًا منذ ديسمبر، فإن الشرطة ترى أن هذه التحقيقات ما زالت في بدايتها، ومن المتوقع أن ترتفع حصيلة المعتقلين في الأسابيع القادمة.
يؤكد ماكس أوكيروال أن:
“نحن نعمل على تفكيك هذه الشبكة الإجرامية بالكامل، والاعتقالات الأخيرة ما هي إلا خطوة أولى. هناك المزيد من المشتبه بهم الذين نراقبهم عن كثب، ونتوقع تنفيذ عمليات توقيف إضافية قريبًا.”
إلى أين تتجه السويد؟
مع تصاعد العنف والجريمة المنظمة، تواجه السويد تحديات غير مسبوقة في التعامل مع شبكات التفجيرات. في ظل وجود مراهقين في قلب هذه العمليات، يثار تساؤل خطير: هل يمكن للشرطة احتواء هذه الأزمة المتصاعدة، أم أن السويد على أعتاب موجة جديدة من الجريمة العنيفة؟