أعلنت بلدية ليوسدال Ljusdals في السويد عن أزمة كبيرة بعد اكتشاف أن موظفًا سابقًا في رياض الأطفال بالبلدية قام بارتكاب اعتداءات جنسية ضد تسع فتيات. الرجل الذي تورط في هذه الجرائم توفي بالفعل، مما يعني أنه لن يواجه اتهامات جنائية. في محاولة للتعامل مع الأزمة، قامت البلدية بإنشاء فريق أزمات لمواجهة تداعيات هذا الحدث الأليم.
تفاصيل الاعتداءات:
بدأت القصة تتكشف عندما تم الكشف عن أن الرجل، الذي كان يعمل منذ عام 2012 في أربع من رياض الأطفال التابعة للبلدية، ارتكب اعتداءات جنسية ضد تسع فتيات. وقد تم إبلاغ أولياء أمور الضحايا من قبل الشرطة، وأوضحت إيما فانغستاد، رئيسة مجموعة الشرطة الخاصة بجرائم الاعتداء الجنسي عبر الإنترنت، أن جميع الضحايا قد تم التعرف عليهم ولا توجد حالات غير معروفة حتى الآن.
وأعلن ميكائيل بيورك، مدير البلدية، في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء صباحًا قائلاً: “هذه الحادثة تمثل صدمة كبيرة لبلدية ليوسدال وستستغرق وقتًا طويلاً للشفاء”. وأكدت البلدية أنها تعمل حاليًا على التحقيق فيما إذا كان الرجل قد عمل في مؤسسات أخرى داخل البلدية أو في البلديات المجاورة.
إجراءات ومراجعة داخلية:
تواجه البلدية انتقادات شديدة حول الإجراءات التي اتبعت عند تعيين هذا الشخص، حيث قال لينيا فان واغنين، رئيسة الإدارة في البلدية: “لقد اتبعنا الإجراءات الروتينية عند تعيين هذا الشخص، ولكن من الواضح أن ذلك لم يكن كافيًا. لذلك سنقوم بمراجعة وتعديل إجراءاتنا، كما سنستعين بمحقق خارجي لمراجعة سياساتنا وتقديم توصيات لتحسينها”.
وفي إطار سعيها لاستعادة الثقة العامة، وعدت البلدية بتقديم تحديثات منتظمة على موقعها الإلكتروني، بالإضافة إلى عقد مؤتمرات صحفية يومية لإطلاع الجمهور على مستجدات التحقيق والإجراءات التي سيتم اتخاذها.
الدعم المقدم للضحايا وأسرهم:
للتعامل مع الصدمة النفسية التي يمر بها الضحايا وأسرهم، قامت البلدية بإنشاء مجموعة دعم تُعقد اجتماعاتها في فندقغتان 6 بليوسدال بين الثاني والثالث من أكتوبر، من الساعة 10 صباحًا حتى 3 مساءً. كما أُعلن عن توفير خطوط دعم متاحة للتواصل مع جهات تقدم المساعدة، مثل خط دعم إيبكات (Epcat) وخدمة الدعم لضحايا الجرائم (Brottsofferjouren) ومنظمة نوفاهوسيت (Novahuset).
تدابير لحماية المستقبل:
الحادثة أثارت العديد من الأسئلة حول كفاءة نظام التوظيف وإجراءات الفحص التي تُجرى قبل تعيين الموظفين العاملين مع الأطفال. ومن المنتظر أن تقدم التحقيقات التي ستجريها البلدية توصيات حول كيفية تحسين هذه الإجراءات، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل.
يعد الاعتداء الجنسي ضد الأطفال من أفظع الجرائم التي يمكن أن تؤثر بشكل طويل الأمد على حياة الضحايا وعائلاتهم، ويجب على المجتمع العمل سويًا لضمان توفير بيئة آمنة للأطفال في جميع المؤسسات. كما أن هذه الحادثة تمثل دعوة قوية لإعادة النظر في إجراءات التوظيف والتحقق من الخلفيات، لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل. بلدية ليوسدال ملتزمة بتحقيق الشفافية وإطلاع الجمهور على المستجدات لضمان استعادة الثقة وحماية الأجيال القادمة.
المصدر: svt