فضيحة رشوة تهز “سيكوريتاس”: رؤساء يقدّمون رحلات ترفيهية ومشروبات لضمان استمرار تعاقداتهم الضخمة
كشفت تحقيقات برنامج “Uppdrag granskning” على شاشة التلفزيون السويدي عن تورط خمسة رؤساء إضافيين في شركة الأمن العالمية سيكوريتاس في فضيحة رشوة واسعة، شملت تقديم رشاوى لمسؤولين من إدارة الأمن في بلدية مالمو، تتضمن رحلات ترفيهية، عشاء فاخر، ومشروبات كحولية. وتزامنت هذه الرشاوى مع عملية مناقصة كبرى للفوز بعقود تبلغ قيمتها نحو 30 مليون كرون.
التفاصيل: مشروبات ورحلات ترفيهية على حساب “سيكوريتاس”
بدأت الفضيحة عندما عُثر على مسؤولين من بلدية مالمو في أحد بارات لندن، حيث قُدم لهم مشروبات باسماء جذابة مثل “بورن ستار” و”غلوريا سور”، بينما تكفل مندوب مبيعات من “سيكوريتاس” بجميع التكاليف بموافقة رئيس أعلى رتبة. ويقول شاهد عيان على تلك الحادثة إنه شاهد كيف يُعامل المسؤولون في بلدية مالمو بكرم من قبل الشركة، وهو ما يعكس طبيعة العلاقة السرية بين الطرفين.
تحقيق داخلي ووعود زائفة من “سيكوريتاس”
بعد الكشف الأولي عن الفضيحة في مايو 2022، طردت “سيكوريتاس” اثنين من موظفيها الرئيسيين، وهما مندوب مبيعات ومدير رفيع، وتقدمت ببلاغ للشرطة متعهدةً باعتماد “سياسة عدم التسامح مع الفساد”. وأكدت للشركاء والجمهور أن الفضيحة اقتصرت على هذين الموظفين، وأن جميع المتورطين تم استبعادهم.
كشف تورط رؤساء آخرين وصمت “سيكوريتاس”
ومع ذلك، توصلت التحقيقات الإضافية إلى أن خمسة رؤساء آخرين كانوا على علم بتلك العلاقات السرية، بل شاركوا في بعض تلك اللقاءات الترفيهية. وتشير الرسائل الإلكترونية والرسائل النصية إلى أن رؤساء في الشركة تعاملوا مع المسؤولين في مالمو وكأنهم “أصدقاء مقربون”، مما يثير تساؤلات حول شفافية الشركة ومصداقيتها.
“سيكوريتاس” تُخفي المعلومات: عند مقابلة المتحدثة باسم الشركة، جيسيكا بيسمارك، ادعت عدم معرفتها بأي تورط إضافي من قبل رؤساء آخرين، مشيرةً إلى أن الشركة أجرت تحقيقًا داخليًا دقيقًا ولم تجد أي دليل على تورط آخرين. ولكن بعد التحقيق، قدمت الشركة اعتذارًا وأرجعت التناقض إلى “عامل بشري وسوء فهم”.
بلدية مالمو تعيد النظر في العقود
من جانبها، صرحت بلدية مالمو بأنها ستعيد النظر في عقدها مع “سيكوريتاس”، حيث أكد بير-إريك إبيستول، مدير الأمن في مالمو، أن الثقة بالشركة تزعزعت، خاصة بعد وعودها السابقة بتنظيف صفوفها.
عقوبات وتحقيقات قانونية
أدى التحقيق الجنائي إلى معاقبة بعض المتورطين بغرامات مالية، حيث فرض على مندوب المبيعات في “سيكوريتاس” وأحد مسؤولي مالمو غرامات تبلغ حوالي 32,500 و27,500 كرون على التوالي. وأقر المندوب وأحد المسؤولين بتورطهما، فيما أنكر المسؤول الآخر التهم الموجهة إليه وادعى أنه وقع ضحية لخداع زميله، معتبراً أن تلك الدعوات كانت ضمن علاقة صداقة عادية مع مندوب “سيكوريتاس”.
اختبار جديد لمصداقية “سيكوريتاس”
تواجه “سيكوريتاس” اختباراً جديداً لمصداقيتها في سوق الأمن السويدي بعد هذه الفضيحة، حيث يعيد الشركاء والعملاء النظر في تعاملاتهم مع الشركة. ويبقى السؤال المطروح: هل ستتخذ “سيكوريتاس” خطوات حازمة لإعادة الثقة في نزاهتها، أم ستظل هذه الفضيحة لطخة سوداء في سجلها الأمني؟