دال ميديا: في واقعة غير مألوفة، تواجه عائلة كاملة مكونة من أم وأبنائها الثلاثة اتهامات بزراعة وإنتاج وبيع فطر مخدر عبر الإنترنت، بعد أن تم كشف أنشطتهم الإجرامية عن طريق بضعة طوابع بريدية مزيفة. والآن، يواجه جميع أفراد العائلة محاكمة بتهمة الاتجار بالمخدرات في محكمة يوتبوري، وفقا لقناة tv4.

التحقيقات كشفت أن الأم، التي تقيم في هيسينغن في مدينة يوتبوري، كانت تدير نشاطًا تجاريًا غير قانوني من داخل منزلها، حيث كان يقيم معها ابناها، البالغان من العمر 30 و35 عامًا. وبحسب لائحة الاتهام، قامت العائلة بزراعة فطر يحتوي على مواد مخدرة، ثم تجفيفه وتحويله إلى كبسولات أو مستخلصات سائلة، كما تم تحضير عسل وشوكولاتة مضاف إليها الفطر المخدر.

بيع المخدرات عبر الإنترنت و”دارك نت”

لم تقتصر عمليات البيع على السوق المحلية، بل امتدت إلى شبكة الإنترنت المفتوحة والمظلمة (دارك نت)، حيث استخدمت العائلة عشرة منصات إلكترونية مختلفة داخل السويد وخارجها للترويج لمنتجاتها.

وأوضحت ريبيكا غوتدمان، قائدة فريق التحقيق، في بيان رسمي:
“لقد رصدنا نشاطهم على العديد من المنتديات الإلكترونية، وتمكنا من تتبع أرباح تقدر بالملايين، تم تحويلها إلى حسابات مصرفية وأخرى عبر العملات الرقمية.”

كيف اكتشفت الشرطة العملية؟

رغم تعقيد الشبكة، لم يكن خيط الكشف عن العائلة مرتبطًا بالمخدرات مباشرة، بل بدأ عام 2023 عندما لاحظت الشرطة استخدام طوابع بريدية مزيفة في عملية ضبط كبيرة لمخدرات مهربة عبر البريد.

وتقول غوتدمان:
“أثناء التحقيق في قضايا تهريب المخدرات عبر البريد، لاحظنا أن امرأة مسنة – لم تكن معروفة لدينا – تلقت شحنات تحتوي على طوابع مزيفة. كان هذا النمط شائعًا بين تجار المخدرات، مما دفعنا إلى مراقبتها عن كثب.”

عملية اعتقال العائلة ومداهمة منزلها

بعد مراقبة استمرت عدة أشهر، قامت الشرطة بمداهمة منزل العائلة في مارس 2024، حيث تم اعتقال الأم واثنين من أبنائها، اللذين تم احتجازهما منذ ذلك الوقت. لاحقًا، في يوليو 2024، تم اعتقال الابنة البالغة من العمر 30 عامًا، بعد الاشتباه في تورطها بالنشاط غير القانوني.

عند تفتيش المنزل، عثرت الشرطة على معدات تصنيع وتعبئة متطورة، تضمنت ماكينات تعبئة كبسولات، مطاحن لطحن الفطر، أجهزة تفريغ الهواء، زجاجات طبية فارغة، طابعات ملصقات ومواد تعبئة وتغليف.

محاكمة مرتقبة قد تكشف المزيد

من المقرر أن تبدأ محاكمة جميع أفراد العائلة الأربعة في 6 مارس 2024 في محكمة يوتبوري. ومن المتوقع أن تسلط القضية الضوء على كيفية عمل شبكات تهريب المخدرات عبر الإنترنت، ومدى تعقيد أساليب التوزيع التي تتيح لهم التهرب من أعين الشرطة لفترات طويلة.

مع استمرار التحقيق، تبقى الأسئلة مطروحة: هل كانت العائلة تعمل وحدها، أم أنها جزء من شبكة أوسع؟ وهل ستتمكن السلطات من استرداد أرباحهم الضخمة؟