قضية مثيرة للجدل: حارس أمن يُبرّأ من تهمة “التحريض على الانتحار” لطفل مصاب بالتوحد

محطة "Älvsjö" جنوب ستوكهولم.

دال ميديا: أصدرت محكمة سودرتورن الابتدائية في السويد حكمًا بتبرئة حارس أمن من تهمة التحريض على الانتحار، في قضية أثارت الكثير من الجدل بعد أن قام طفل يبلغ من العمر 14 عامًا، مصاب بالتوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، بالاستلقاء على سكة القطار عقب حديثه مع الحارس في محطة “Älvsjö” جنوب ستوكهولم، نقلا عن قناة tv4.

بداية الواقعة

تعود تفاصيل الحادثة إلى خريف عام 2023، حين دخل الفتى بوابة المحطة دون أن يُظهر بطاقة سفره عند الطلب. عندها تم استدعاء أفراد من الأمن، ووقعت مشادة كلامية بين الطفل وأحد الحراس.
وأثناء النقاش، قال الفتى “سأذهب لأستلقي على السكة الحديدية”، بينما ادعى الادعاء العام أن الحارس أجابه بعبارات مثل: “نعم، افعل ذلك”، وهو ما أدى إلى قيام الطفل فعلاً بالنزول إلى سكة القطار والاستلقاء عليها.

إنقاذ الطفل وتدخل الإسعاف

لاحظ الحراس لاحقًا وجود الفتى على السكة، فقاموا بالإبلاغ فورًا وتوجهوا نحوه، حيث ساعده الحارس ذاته على النهوض من السكة. تم استدعاء الشرطة والإسعاف إلى المكان. كما وصلت أخصائية اجتماعية من مدرسته إلى المحطة، وأفادت بأن الطفل أخبرها بأنه لم يكن ليفعل ذلك “لو لم يقل الحارس ما قاله”، معتبرًا الأمر بمثابة تشجيع واضح على الانتحار، خاصة وأنه، بحسب الأخصائية، “يأخذ الأمور حرفيًا بسبب حالته الصحية”.

رواية الحارس ودفاعه عن نفسه

من جانبه، نفى الحارس جميع الاتهامات الموجهة إليه، موضحًا أنه لم يكن يقصد تحريض الطفل، بل كانت كلماته نابعة من إحباط لحظة النقاش، قائلاً إن رده جاء بصيغة “افعل ما تشاء” مع إشارة يدوية تعبر عن اللامبالاة، ولم يكن الرد جادًا أو تحريضيًا.

قرار المحكمة: ليست دعوة للانتحار

في حيثيات الحكم، أكدت المحكمة أنها لم تجد ما يثبت أن رد الحارس كان تحريضًا مباشرًا على الانتحار، بل اعتبرته تعبيرًا عن التذمر في موقف مشحون، وليس تشجيعًا فعليًا. وقالت المحكمة:

“بغض النظر عن الصيغة الدقيقة للعبارة، فإن رد الحارس كان نتيجة لموقف انفعالي، ولا يمكن اعتباره دعوة صريحة للانتحار كما ادعى الادعاء العام”.

وبناء عليه، تم تبرئة الحارس من التهمة الموجهة إليه، لتنتهي القضية التي أثارت نقاشًا واسعًا حول كيفية تعامل موظفي الأمن مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة من يعانون من اضطرابات سلوكية ونفسية.

المزيد من المواضيع