في أول يوم له كرئيس للوزراء، ألغى كير ستارمر خطة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا، والتي كانت جزءاً أساسياً من سياسة حزب المحافظين السابقة. ووصفت مصادر من داخل حزب العمال هذه الخطة بأنها “ميتة” فعلياً، وفقًا لتقارير نشرتها صحيفة “تلغراف” البريطانية.
معالجة الهجرة غير الشرعية
أصبحت قضية الهجرة غير الشرعية إحدى الأولويات الرئيسية لحكومة ستارمر الجديدة، خاصة مع توقع صيف يشهد تزايداً في محاولات عبور القوارب الصغيرة إلى المملكة المتحدة. وأشارت التقارير إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يعتبر حليفاً مهماً في خطط حزب العمال لمعالجة هذه القضية، كان أول زعيم عالمي يتصل برئيس الوزراء الجديد، حيث تحدث معه مساء الخميس.
وأكدت وزيرة الداخلية الجديدة إيفيت كوبر، الجمعة، أن من أولويات الحكومة الجديدة “حماية حدودنا”، مشيرة إلى أنها ستعطي الأولوية لتأسيس قيادة جديدة لأمن الحدود في اجتماعاتها المبكرة مع المسؤولين.
خطة رواندا – تاريخ من الجدل
بدأت خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا في عهد رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون، واستمرت في ظل قيادة ليز تروس وريشي سوناك. ورغم الإعلان عنها، لم تُنفذ الخطة بسبب معارك قضائية طويلة الأمد، ولم تقلع أي رحلة ترحيل فعليًا.
وكانت هذه الخطة مثار جدل كبير خلال الحملة الانتخابية، حيث تعهد كير ستارمر بإلغائها. وأكد أحد المطلعين من حزب العمال لصحيفة “التلغراف” أن الخطة “ماتت الآن”، مضيفاً: “لو كان ريشي سوناك يعتقد أن خطة رواندا ستنجح، لما دعا إلى إجراء انتخابات. لقد كانت مجرد خدعة. ومن خلال الدعوة للانتخابات، كان يعترف بفشلها”.
يمكن للمملكة المتحدة إنهاء الخطة عبر تفعيل بند خرق يسمح لكلا الحكومتين بالانسحاب منها، وبموجبه لن تضطر الحكومة البريطانية إلى سداد أي مدفوعات إضافية من تاريخ تفعيل الشرط.
انتصار ساحق لحزب العمال
حقق حزب العمال انتصاراً كاسحاً في الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم الخميس. ووفقاً للنتائج التي نشرتها قنوات التلفزة البريطانية، حصل حزب العمال (يسار وسط) على 411 مقعداً من أصل 650 في مجلس العموم، متقدماً بفارق كبير على المحافظين الذين نالوا 120 مقعداً فقط، في أسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ مطلع القرن العشرين.
هذا الفوز الكاسح يمنح كير ستارمر وحكومته الجديدة تفويضاً قوياً للمضي قدماً في تنفيذ أجندتهم، والتي تتضمن معالجة قضايا الهجرة وتحسين إدارة الحدود.