منذ أن قامت مدينة ستوكهولم بإلغاء تطبيقها الخاص للمواقف “Betala P” واعتماد أربعة تطبيقات خاصة أخرى مثل Easypark وMobill وE-park وParkster، ازدادت الانتقادات الموجهة للنظام الجديد. فرغم وعود المدينة بأن هذه التغييرات لن تؤدي إلى زيادة في رسوم الوقوف، إلا أن الواقع كان مختلفًا تمامًا، حيث فرضت الشركات رسومًا إضافية تعرف باسم “رسوم الخدمة”، ما أدى إلى ارتفاع كبير في التكلفة الإجمالية لركن السيارات.
رسوم خفية ترفع التكلفة
عندما تم إدخال هذه التطبيقات، كان الهدف توفير خدمة مجانية للمستخدمين. ولكن العديد من السائقين اكتشفوا لاحقًا أن ما كان يعتبر خدمة مجانية أصبح يكلفهم عشرات الكرونات الإضافية بسبب رسوم الخدمة. هذه الرسوم لم تكن واضحة للمستخدمين منذ البداية، وبدأت تثير غضب السائقين في ستوكهولم الذين شعروا بأنهم مضطرون لدفع المزيد مقابل نفس الخدمة التي كانت في السابق أرخص.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة داغينز نيهتر، تكبد سكان ستوكهولم ملايين الكرونات في رسوم خدمة إضافية منذ إلغاء “Betala P”. على الرغم من أن هذه الرسوم قد تبدو صغيرة في كل مرة يتم فيها الدفع، إلا أنها تتجمع لتصبح مبالغ كبيرة على المدى الطويل.
الفرق بين البلديات
لكن الوضع ليس متشابهاً في جميع أنحاء السويد. في بلديات مثل سولنا وهودينغه، اشترطت السلطات المحلية على التطبيقات توفير خدمات خالية من الرسوم الإضافية للمقيمين. على سبيل المثال، في سولنا، قامت Easypark بإنشاء ملف مستخدم محلي يضمن عدم فرض أي رسوم إضافية على المواطنين عند استخدام التطبيق.
يقول أندريه كاتشور، مهندس المرور في سولنا: “لقد اشترطنا على التطبيق أن يكون خاليًا من الرسوم الإضافية هنا”. وهذا يعني أن سكان سولنا يمكنهم الاستفادة من نفس الخدمة بدون أي تكلفة إضافية، وهو ما لم يحدث في ستوكهولم.
التأثير على السائقين
على الرغم من وجود خيارات مجانية مثل الدفع عبر الإنترنت، يجد الكثيرون أن استخدام التطبيقات أسهل وأقل تعقيدًا. لكن هذه البساطة تأتي بتكلفة إضافية، وهو ما جعل العديد من السائقين يشعرون بالغضب والإحباط. في ستوكهولم، يبدو أن استخدام التطبيقات هو الخيار الأكثر شيوعًا، ولكن مع الرسوم الإضافية الخفية، فإن العديد من السائقين بدأوا يشككون في مدى عدالة هذا النظام.
يقول دينيس ويدين، عضو المعارضة في ستوكهولم، إنه يشعر أن الشركات تخالف الشروط المتفق عليها، ويطالب المدينة بإعادة تطبيق “Betala P” حتى يتم حل هذه المشكلات. ويضيف: “لا أحد يستخدم موقع الإنترنت للدفع مقابل الوقوف، والجميع يعتمد على التطبيقات التي أصبحت مصدرًا للدخل بالنسبة لشركات المواقف”.
دفاع شركات المواقف
في المقابل، دافعت الشركات عن نموذج أعمالها، مشيرة إلى أن المستخدمين لديهم خيارات لتجنب هذه الرسوم إذا أرادوا. يقول فريدريك سودرهولم، المدير التنفيذي المؤقت في شركة Stockholm Parkering: “توجد بدائل مجانية، لكن المستخدمين يختارون التطبيقات لأنها أكثر ملاءمة لاحتياجاتهم”.
مستقبل تطبيقات المواقف
بينما تستمر الانتقادات، يبدو أن اعتماد التطبيقات لدفع رسوم المواقف سيظل موجودًا. ومع تزايد عدد المستخدمين، يبقى السؤال حول ما إذا كانت البلديات الأخرى ستتبع نهج سولنا وهودينغه وتفرض قيودًا على الرسوم الإضافية، أم أن السائقين سيواصلون دفع المزيد مقابل الراحة التي توفرها هذه التطبيقات.
في نهاية المطاف، يبقى الأمر معلقًا على ما إذا كانت شركات المواقف ستلتزم بتحقيق الشفافية والعدالة في فرض الرسوم، أو ما إذا كانت البلديات ستتخذ خطوات لتخفيف العبء المالي عن السائقين.
المصدر: nyheter24