كيف سترد إيران على اغتيال زعيم حماس؟ وهل يستحق ذلك المخاطرة بمصيرها وسط التوترات الإقليمية؟

Morteza Nikoubazl/NurPhoto via Getty Images
Morteza Nikoubazl/NurPhoto via Getty Images

تواصلت ردود الفعل الإقليمية والدولية بعد اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في 31 يوليو/تموز في طهران بضربة إسرائيلية. في حين لم تتبنَّ إسرائيل العملية رسمياً، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إسرائيل وجهت “ضربات مؤلمة” لأعدائها خلال الأيام الماضية. من جهته، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بتوجيه “عقاب قاس” لإسرائيل، مشدداً على أن إيران ستثأر للدماء التي أريقت على أرضها.

تفاصيل العملية وأسباب التوتر

تم تنفيذ الاغتيال في العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان هنية يشارك في احتفالية تسلم الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشيكيان منصبه. وقد نسب الحادث إلى إسرائيل من قبل إيران وحماس، ورغم عدم تبني إسرائيل العملية، إلا أن تصريحات نتانياهو حول توجيه ضربات لأعداء إسرائيل اعتبرت بمثابة تأكيد ضمني.

إيران تعتبر اغتيال هنية انتهاكًا صارخًا لسيادتها، وتوعدت بالرد بشكل قوي. وأكد علي خامنئي أن “إيران ترى من واجبها الثأر للدماء التي أريقت على تراب الجمهورية الإسلامية”، مضيفاً أن القلق الكبير الذي يهيمن على المنطقة “له ما يبرره”.

سيناريوهات الرد الإيراني المحتملة

وفقًا للخبراء، هناك عدة سيناريوهات محتملة للرد الإيراني:

هجمات إرهابية خارجية

السيناريو الأول يتضمن تنفيذ هجمات إرهابية تستهدف مصالح إسرائيلية في الخارج، بما في ذلك الرياضيين الإسرائيليين المشاركين في الألعاب الأولمبية في باريس. وأشار الخبير العسكري غيوم أنسيل إلى أن الإجراءات الأمنية قد تم تعزيزها لحمايتهم، لكن لا يمكن ضمان الأمن المطلق.

ضربات عسكرية مباشرة

السيناريو الثاني يتمثل في توجيه ضربة عسكرية مباشرة للأراضي الإسرائيلية. إذا تم تنفيذ هذا السيناريو، فقد تستخدم إيران صواريخ متقدمة تتميز بقدرة تحليق أكثر مناورة ومن الصعب اعتراضها، على عكس الصواريخ التي استخدمت في أبريل/نيسان الماضي والتي لم تحدث أضراراً كبيرة بعد التصدي لمعظمها من قبل الدفاعات الإسرائيلية.

التحديات الداخلية والخارجية

يواجه النظام الإيراني تحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي. العقوبات الأمريكية المستمرة والأزمة الاقتصادية المتفاقمة تزيد من صعوبة الأوضاع داخل البلاد. الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشيكيان، انتخب بهدف “حماية إيران من الفوضى”، ويدعم الحوار مع الغرب لرفع العقوبات التي تؤثر بشدة على الاقتصاد الإيراني.

تأثيرات الاغتيال على العلاقات الدولية

تأتي هذه العملية في وقت حساس جداً، حيث تزداد التوترات الإقليمية. يعتقد الباحث كليمون تيرم أن الرد الإيراني على اغتيال هنية قد يعيد تشكيل نوع من الردع تجاه إسرائيل، خاصة وأن الضربة وقعت في عاصمة إيران خلال مناسبة رسمية، مما يعزز من أهمية الرد من منظور النظام الإيراني.

ردود فعل المجتمع الإيراني

على الصعيد الداخلي، يشير كليمون تيرم إلى أن معظم الإيرانيين لا يدعمون السياسة الإقليمية للجمهورية الإسلامية، وهو ما يضع النظام تحت ضغط كبير لتفادي أي تصعيد قد يؤدي إلى احتجاجات شعبية. فمنذ مقتل مهسا أميني في أيلول/سبتمبر 2022، يواجه النظام غضبًا شعبيًا متزايدًا ويعمل على قمعه بشدة.

الخلاصة

تظل إيران في موقف صعب حيث تسعى للثأر لمقتل إسماعيل هنية دون التسبب في تصعيد شامل يمكن أن يؤدي إلى كارثة داخلية. ومع استمرار التوترات في المنطقة، يبقى الوضع مفتوحًا على عدة سيناريوهات، كل منها يحمل مخاطر كبيرة. على النظام الإيراني أن يوازن بين رغبة الثأر وتجنب الدخول في مواجهة شاملة مع إسرائيل، وهي مهمة ليست بالسهلة في ظل الظروف الحالية.

المزيد من المواضيع