دال ميديا: أعلن رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترشون، مساء الأحد، عن تخصيص دقيقة صمت وطنية يوم الثلاثاء 11 فبراير في تمام الساعة 12 ظهرًا، تكريمًا لأرواح الضحايا الذين سقطوا في مجزرة مدرسة ريسبرجسكا بمدينة أوريبرو. وفي خطاب رسمي موجه للأمة، وصف كريسترشون الرابع من فبراير 2025 بأنه “يوم مظلم في تاريخ السويد”، مشيرًا إلى أن هذه الحادثة تعد أسوأ عملية إطلاق نار جماعي في تاريخ البلاد.
بدأ رئيس الوزراء خطابه بتوجيه تعازيه إلى أهالي الضحايا، مؤكدًا أن المجتمع السويدي كله يشعر بالحزن والصدمة. وقال: “إلى العائلات الثكلى، أقول لكم: أنتم لستم وحدكم. نحن جميعًا نقف إلى جانبكم، والحداد عليكم ليس خاصًا بكم فقط، بل هو حزن تشاركه الأمة بأكملها.”
“المجزرة استهدفتنا جميعًا”
تحدث كريسترشون عن الضحايا الذين كانوا في المدرسة حين وقع الهجوم، قائلًا إنهم كانوا هناك لتحقيق أحلامهم ومستقبلهم، مثل دراسة مهنة التمريض والعمل في المجال الصحي. وأضاف: “حين هاجمهم القاتل، فقد هاجمنا جميعًا، فقد استهدف قيمنا ومستقبلنا.”
وفيما لا تزال دوافع الهجوم غير واضحة حتى الآن، دعا رئيس الوزراء الجميع إلى عدم القفز إلى استنتاجات قبل اكتمال تحقيقات الشرطة. لكنه أقر بأن هذه الجريمة أثارت قلقًا واسعًا، خاصة بين الطلاب وأولياء الأمور الذين يخشون تكرار مثل هذه الفاجعة، وكذلك بين المواطنين من أصول مهاجرة الذين يشعرون بقلق مضاعف.
“قصص البطولة وسط الفاجعة”
لم ينسَ كريسترشون أن يشيد بالبطولة والشجاعة التي أظهرها بعض الأفراد خلال الحادثة، مثل الطلاب الذين ساعدوا زملاءهم الجرحى، والمعلمة التي أغلقت الباب وحمت طلابها، فضلًا عن المسعفين والشرطة الذين استجابوا بسرعة للحادث.
كما خصّ بالذكر الطالبة مروة، التي كانت داخل المدرسة وقت إطلاق النار، وسارعت لإنقاذ أحد المصابين عبر ربط وشاح حول جرحه لإيقاف النزيف، رغم حالة الخوف والفوضى التي عمّت المكان. ونقل عنها قولها: “حاولت أن أتذكر كل ما تعلمته في دراستي كمساعدة تمريض، لكن ما حدث كان أصعب بكثير مما درسته.”
دعوة للمشاركة في دقيقة الصمت
اختتم كريسترشون خطابه بدعوة جميع المواطنين في السويد للوقوف دقيقة صمت ظهر يوم الثلاثاء، تكريمًا لأرواح الضحايا، وحثّ الجميع على التكاتف في وجه هذا الحادث الأليم. وقال: “نحن مختلفون في آرائنا وخلفياتنا، لكننا جميعًا مسؤولون عن بناء هذا البلد والحفاظ عليه. والآن، أكثر من أي وقت مضى، علينا أن نكون متحدين.”
يُذكر أن الأعلام ستُنكس صباح الثلاثاء في جميع أنحاء السويد، وستُقام مراسم تأبين في عدد من المدن، فيما يستمر التحقيق لمعرفة المزيد عن دوافع الجريمة المروعة التي هزّت البلاد.
المصدر: tv4