“لعبة الترهيب والصمت”.. وثائق وشهادات تكشف محاولات تكميم أفواه الشهود في أكبر تحقيق من نوعه في السويد

دال ميديا: في تطور جديد ومثير بقضية محاكمة كبار مسؤولي شركة النفط السويدية السابقة “لودين أويل”، كشف تحقيق استقصائي لبرنامج “Kalla Fakta” على شاشة قناة TV4، عن ضلوع جهات مرتبطة بالشركة في محاولات ممنهجة للتأثير على الشهود الذين يدلون بشهاداتهم ضد اثنين من مديري الشركة المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال أنشطة تنقيب النفط في السودان مطلع الألفية.

وفقًا للبرنامج، فإن أكثر من 40 شاهدًا أو من أقاربهم أفادوا بتعرضهم لتهديدات مباشرة وعنف جسدي بغرض إجبارهم على سحب شهاداتهم، حيث تم تسجيل ما يقرب من 400 محاولة ضغط وتخويف موثقة، يعتبرها الادعاء السويدي موثوقة وجديرة بالمتابعة.

“شبكة الضغط والترهيب”.. اسم واحد يتكرر: محمد دالي

في قلب هذه الشبكة، يبرز اسم محمد دالي، وهو رجل سوداني وُصف بـ”العنكبوت في الشبكة” نظرًا لدوره المركزي في رصد وتتبع الشهود الذين كانوا مستعدين للإدلاء بشهاداتهم ضد المدراء السابقين إيان لوندين وألكسندر شنايتر. دالي، الذي تربطه علاقات بجهاز الأمن السوداني، تحدث عبر اتصال بالإنترنت مع “Kalla Fakta”، حيث أقرّ بأنه عمل لصالح شركة لودين ضمن ما يُعرف بـ”Lundin Investigation Team”.

وأكد دالي أنه بدأ التعاون مع الشركة عام 2017 بموجب طلب من مستشاري الشركة في السودان، وأنه ساعد في “البحث عن الشهود التابعين للادعاء السويدي”، مشيرًا إلى أنه لم يكن هناك تعليمات محددة أو قيود على طريقة تنفيذ المهمة، في إشارة إلى غياب الضوابط الأخلاقية أو القانونية.

استهداف الشهود وعائلاتهم: شهادات صادمة

من أبرز الشهادات التي سلط التحقيق الضوء عليها ما رواه الشاهد ستيفن جاتلونج كواه، وهو موظف سابق في الشركة ويعد من الشهود الرئيسيين للادعاء. أفاد ستيفن أن زوجته تعرضت للاغتصاب على يد مسلحين، ويربط بين هذا الهجوم وعمله كشاهد ضد الشركة.

التحقيق أظهر أن مستشاري الشركة مارك ريدينج ومارجريت داميليو كانوا على علم بما يجري، بل وتلقوا تقارير مفصلة من دالي حول تحركات الشهود. كما حصل البرنامج على وثائق مسرّبة توضح أن هانريكا فريكمان، المستشارة القانونية للشركة، كانت على علم بمحاولات الضغط والترهيب، ومع ذلك اتُخذ قرار باستمرار تعقب الشهود ما لم تصبح “المخاطر أكبر من الفوائد”، كما ورد حرفيًا في أحد الوثائق الداخلية.

الشركة ترد: “التزامنا بأعلى المعايير الأخلاقية”

شركة لودين نفت عبر بيان رسمي جميع المزاعم المتعلقة بالتأثير غير القانوني على الشهود، مشددة على أنها “تلتزم بأعلى المعايير الأخلاقية والمهنية”. كما رفضت فريكمان ومستشارو الشركة التعليق أو إجراء مقابلات صحفية.