للهروب من إلزامية التعليم في السويد.. عائلات سويدية تختار جزر آلاند الفنلندية ملاذًا للتعليم المنزلي

عائلات سويدية تختار جزر آلاند الفنلندية ملاذًا للتعليم المنزلي. Bild: Dan Gustafsson yle.fi

دال ميديا: في ظاهرة متزايدة، باتت جزر أولاند تستقبل نوعًا خاصًا من المهاجرين: عائلات سويدية تفر من إلزامية التعليم المدرسي في السويد. ووفقًا لتحقيق أجرته هيئة البث الفنلندية Yle، فإن هذه العائلات تختار الانتقال إلى أولاند من أجل تعليم أطفالها في المنزل، مستفيدةً من نظام التعليم المختلف في فنلندا حيث توجد التزام بالتعليم وليس إلزامية الالتحاق بالمدرسة.

خلال عام 2024، كان 95% من الأطفال الذين يتلقون تعليمًا منزليًا في أولاند من أصول سويدية، في مؤشر واضح على ازدياد معدلات الهجرة التعليمية من السويد إلى الجزر ذات الحكم الذاتي.

“أطفالي لا يستطيعون التعامل مع بيئة المدرسة”

من بين هؤلاء العائلات، نجد جيني، التي قررت مغادرة السويد مع ابنتيها والانتقال إلى آلاند بعد أن وجدت أن البيئة المدرسية تؤثر سلبًا على صحتهما النفسية والجسدية.

“بناتي يشعرن بالمرض في المدرسة، لقد جربنا كل وسائل الدعم ولكن دون جدوى”، تقول جيني، التي تشير إلى أن إحدى بناتها مصابة بالتوحد وتعاني من قلق شديد، مما جعل استمرارها في المدرسة التقليدية مستحيلًا.

تضيف جيني:
“قررنا الانتقال إلى أولاند حتى تحصل بناتي على تعليم يناسبهن. الهدف ليس أن يصبحن عالمات أعصاب أو رئيسات دول، بل أن يتمكنّ من العيش بسلام.”

ارتفاع كبير في عدد الطلاب المتلقين للتعليم المنزلي

تشير الإحصائيات إلى أن عدد الأطفال الذين يتلقون التعليم المنزلي في آلاند قد ارتفع بشكل كبير خلال العقد الماضي. ففي 2012، كان هناك 11 طفلًا فقط يتعلمون في المنزل، بينما بحلول 2024 قفز الرقم إلى 132 طفلًا، غالبيتهم العظمى قادمون من السويد.

ورغم هذا التغيير الكبير، لم تقم السلطات التعليمية في أولاند حتى الآن بإجراء دراسات كافية حول مدى نجاح الطلاب الذين يتلقون التعليم المنزلي مقارنة بأقرانهم في المدارس التقليدية.

تقول ديتي ستورك كريستنسن، باحثة دكتوراه في علوم التربية بجامعة يوتبوري، والتي عملت سابقًا كمراقبة تعليمية في إحدى بلديات أولاند:
“الدراسات حول التعليم المنزلي متضاربة، لكن بشكل عام، الأطفال الذين يتلقون تعليمًا منزليًا يحققون نتائج مماثلة لنظرائهم في المدارس التقليدية.”

هل يصبح التعليم المنزلي بديلًا حقيقيًا؟

يثير هذا التحول تساؤلات مهمة حول مستقبل التعليم الإلزامي في السويد، وما إذا كانت السياسات التعليمية بحاجة إلى مراجعة لتلبية احتياجات الأطفال الذين يجدون صعوبة في التكيف مع نظام التعليم التقليدي. كما يطرح أسئلة حول مدى فعالية التعليم المنزلي، وما إذا كان يوفر للطلاب فرصًا متكافئة لدخول سوق العمل أو متابعة دراستهم العليا.

في ظل استمرار هذه الظاهرة، قد تضطر كل من السويد و أولاند إلى إعادة تقييم سياساتهما التعليمية لضمان تحقيق أفضل بيئة تعليمية للأطفال، سواء داخل المدارس أو من خلال التعليم المنزلي.

المصدر: svt

المزيد من المواضيع