تستعد جميع الأسر في السويد لاستقبال النسخة الجديدة من الكتيب “عندما تأتي الأزمة أو الحرب”، الذي يهدف إلى تعزيز استعداد المواطنين لمواجهة الأزمات، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان. من المتوقع أن تحتوي النسخة القادمة على تعليمات وتوصيات جديدة، بما في ذلك استعداد مالي يمكن أن يساعد الأسر في التعامل مع أسبوع كامل دون الاعتماد على الخدمات الحكومية.
أوضحت موآ لانغمارك من هيئة الرقابة المالية أن التحضير لا يقتصر فقط على الاحتياجات اليومية مثل الطعام والماء، بل يشمل أيضًا الاستعداد المالي. تقول لانغمارك: “نحن بحاجة أيضًا إلى ضمان أن تكون مواردنا المالية آمنة، وخاصة في ظل تزايد الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية في الاقتصاد”.
تغييرات جذرية في السنوات الأخيرة
لقد مرّ ست سنوات منذ إصدار الكتيب الأخير من قبل هيئة الطوارئ المدنية السويدية (MSB). وخلال هذه الفترة، شهد العالم تغييرات كبيرة. الحرب الشاملة التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا وزيادة الهجمات السيبرانية على المؤسسات الحكومية ومقدمي الخدمات الحيوية في السويد، دفعت MSB إلى تحديث المعلومات المتاحة للجمهور حول كيفية الاستعداد لأزمات محتملة. في ظل هذه الظروف، لا يمكن استبعاد إمكانية حدوث هجوم مسلح على السويد.
لانغمارك أشارت إلى نقطة مهمة تتعلق بالاقتصاد قائلة: “الكثيرون لا يدركون أن جزءًا كبيرًا من الاقتصاد اليوم يعتمد على التكنولوجيا الرقمية، مما يجعل تأمين الأوضاع المالية في حالة الأزمات أمرًا بالغ الأهمية”.
توصيات مالية للتعامل مع الأزمات
ضمن الكتيب الذي سيتم توزيعه في نوفمبر، ستجد الأسر السويدية توصيات مالية من هيئة الرقابة المالية. ومن بين هذه التوصيات، دعوة الجميع للاحتفاظ بالنقود النقدية بالمنزل بكميات تكفي لمدة أسبوع. قدمت هيئة الرقابة المالية خمس توصيات رئيسية لضمان الاستقرار المالي في حالات الطوارئ:
- الاحتفاظ بالنقود: يُنصح كل فرد بامتلاك مبلغ نقدي يكفي لمدة أسبوع، وحفظه في مكان آمن.
- بطاقة ائتمان احتياطية: يُفضل وجود بطاقة ائتمان من بنك آخر كاحتياط في حالة تعطل الأنظمة البنكية.
- بدائل إلكترونية: تأمين بديل لبطاقة الهوية البنكية مثل أجهزة التحقق البنكية أو أكواد الطوارئ، في حال تعطل الخدمة.
- التأمينات: مراجعة الحماية التأمينية وضمان أن تكون مناسبة لاحتياجات الفرد، وطباعة وثائق التأمين المهمة.
- تنويع الاستثمارات: يُنصح بتنويع الاستثمارات، مثل الاستثمار في صناديق المؤشرات، للحد من المخاطر في حالة وقوع الأزمات.
قلة الاستعداد المالي بين السكان
رغم هذه التوصيات، يبدو أن الكثير من المواطنين لم يفكروا بعد في الاحتفاظ بالنقود في المنزل. في مقابلة مع “TV4″، أشار بعض سكان ستوكهولم إلى عدم استعدادهم الكافي لمثل هذه الأزمات. يقول أندرس كارلسون: “لم أفكر في الأمر من قبل. ربما عليّ سحب بعض المال ووضعه في مكان آمن”.
على نفس المنوال، قالت كارولا أولوند إنها لم تفكر في مدى قدرتها على التعامل مع أسبوع من الأزمات. وأضافت: “ليس لدي أدنى فكرة عن كمية النقود التي أحتاجها”.
عندما سُئلت إذا كانت تمتلك نقودًا في المنزل، أجابت بوضوح: “للأسف، لا أملك أي نقود في الوقت الحالي”.
المصدر: tv4