دال ميديا: تشير دراسات حديثة إلى أن أسعار المواد الغذائية قد تشهد ارتفاعًا كبيرًا في المستقبل بسبب مجموعة من العوامل المعقدة. تتضمن هذه العوامل تغير المناخ، السياسات العالمية، أسعار الطاقة، والعادات الغذائية، والتي تشير جميعها إلى أن الأسعار ستكون أعلى مما هي عليه اليوم.
تغير المناخ وتأثيره على الأسعار
يعد تغير المناخ أحد العوامل الرئيسية التي قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء. حيث أن تقلبات الطقس تجعل من الصعب التنبؤ بالإنتاج الزراعي، مما يزيد من احتمال ارتفاع الأسعار.
يقول كريستيان يورغنسن، دكتور في الاقتصاد الوطني بجامعة لوند:
“يمكن أن ترتفع أسعار الخضروات والفواكه بشكل كبير في فترة قصيرة إذا تعرضت المناطق الزراعية لظروف جوية سيئة.”
ويضيف أن الأمثلة على ذلك تشمل الفيضانات في إسبانيا التي تسببت في ارتفاع أسعار الخضروات في السويد.
زيادة استهلاك اللحوم: عبء إضافي
تستهلك تربية المواشي كميات ضخمة من الأراضي الزراعية التي كان يمكن استخدامها لزراعة الحبوب والخضروات. ومع زيادة استهلاك اللحوم، ترتفع أسعار المنتجات النباتية أيضًا.
ويشير يورغنسن إلى أن:
“الإنتاج الحيواني يتطلب مساحات واسعة من الأراضي، مما يعني أن تقليل استهلاك اللحوم يمكن أن يخفف من ارتفاع أسعار الغذاء.”
ومع ذلك، تسير الاتجاهات في الاتجاه المعاكس، حيث زادت نسبة استهلاك اللحوم بنسبة 50% منذ عام 2010.
السياسات العالمية وأسعار الزيوت النباتية
من جهة أخرى، فإن أسعار الزيوت النباتية قد تتأثر بشكل مباشر بسياسات الوقود الحيوي. فإذا كانت السياسة تدعم استخدام الزيوت النباتية كوقود، فإن الطلب على هذه الزيوت سيرتفع، مما يزيد من أسعار المواد الغذائية.
يقول يورغنسن:
“إذا كانت السياسة تفضل الوقود الحيوي، فإن الطلب على الزيوت النباتية سيرتفع بشكل كبير، مما يزيد من أسعار الغذاء.”
ارتفاع أسعار الطاقة وتأثيرها على الخبز
يعتبر إنتاج الخبز كثيف الاستخدام للطاقة، حيث ترتبط أسعار الطاقة بشكل مباشر بأسعار الخبز. ومن المتوقع أن تؤدي زيادة أسعار الوقود والكهرباء إلى ارتفاع تكاليف إنتاج المخبوزات.
ويحذر يورغنسن من أن العالم قد يواجه تغيرات سريعة في أسعار المواد الغذائية، مشيرًا إلى أن فترة الاستقرار السعري التي شهدناها في العقود الماضية قد لا تعود مجددًا.
المصدر: SVT