محاكمة الرجل الذي أجبر فتاة في العاشرة من عمرها على ارتكاب أعمال جنسية مع أخيها البالغ من العمر أربعة سنوات

Foto: POLISEN

طارد كيفن دوموان أولسون البالغ من العمر 29 عامًا، من مدينة مالمو، ضحاياه من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل Discord و Snapchat. ثم عرًضهم لانتهاكات جنسية خطيرة.

تقول أحد ضحاياه وهي فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً، أثناء الاستجواب، “أردت فقط ان يكون لدي أصدقاء”.

بعد ان تم اعتقاله، حكمت المحكمة عليه بالسجن لمدة 11 عاماً، بتهمة ارتكاب المئات من الجرائم الجنسية ضد الأطفال. أصغرهم كان يبلغ أربع سنوات فقط.

بداية الاحداث

خلال عامي 2018 و 2019، تلقت الشرطة السويدية، بلاغات من ثلاث فتيات سويديات وفتاة أمريكية، بتعرضن للتهديد والإكراه على منصات التواصل الاجتماعي.

تعرضت الفتيات الأربعة الى نفس المعاملة تقريباً. لقد أجبرهم الرجل على إرسال صور لهن بوضعيات مختلفة، وبعدها أجبرهم على التقاط الصور لانفسهن بوضعيات جنسية مختلفة.

خلال فصل الخريف من عام 2019، تمكنت الشرطة من التعرف على المشتبه به، وهو كيفين دوموان أولسون، البالغ من العمر انذاك 26 عامًا من سكان مدينة مالمو.

في عملية كبيرة، داهمت الشرطة منزل الرجل، و استولت على حاسوبه و هواتفه المحمولة مع معدات تقنية أخرى. و في السادس من ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، تم القبض عليه للاشتباه في ارتكابه العديد من الجرائم الجنسية الخطيرة ضد الأطفال.

في فترة التحقيق، عثرت الشرطة على مواد و مستلزمات خاصة بإساءة معاملة الأطفال.
كان كيفن دوموان أولسون، يستخدم منصات التواصل الاجتماعي مثل Discord و Omegle و Snapchat و Skype، و يقوم بتصوير شاشته الخاصة أثناء قيام الأطفال بخلع ملابسهم أو أداء أفعال جنسية في محادثات الفيدي، ثم يحتفظ بها ليقوم بتهديدهم بها مرة أخرى.

كان يتسلى بضحاياه الصغار، ففي أحد المرات و من بين أمور أخرى، أجبر فتاة تبلغ من العمر عشر سنوات بفعل أعمال جنسية مع أخيها الصغير البالغ من العمر أربع سنوات.

قالت الفتاة الأمريكية البالغة من العمر 12 عاماً، للشرطة انها انضمت الى برنامج Discord وتواصلت مع كيفن دوموان أولسون، لانها كانت تشعر بالوحدة ولم تكن على ما يرام.
وتضيف، أردت ان يكون لدي أصدقاء، وعندما أرسل لي كيفن رسالة نصية مكتوب فيها “هل تريدين إجراء مكالمة فيديو؟”، قلت “نعم”. ثم قال “لدي تفاصيل الاتصال بوالديك”.

لم يكن مسموح للفتاة الأمريكية ان تشارك في برنامج Discord، لذلك كانت قلقة من ان يكتشف والديها الأمر. هدد كيفن الفتاة بفضحها و الاتصال بوالديها اذا لم تخلع ملابسها مباشرة أمام الكاميرا.

تقول الفتاة، لقد أجبرني على أن أريه كل شيء .. بعدها طلب مني المزيد و المزيد، وهددني بإرسال الصور والفيديوهات الى أهلي، كما تقول في إفادتها للشرطة.

المدان كيفن دوموان أولسون. الصورة من ملفات الشرطة

 

تفاخر باستغلال الأطفال

إجمالي كمية المواد المسيئة التي استولت عليها الشرطة، كانت حوالي 140 ساعة من التصوير. وخال هذه الساعات المصورة، يظهر 120 شخصًا مختلفًا في الأفلام. الأطفال الذين تمكنت الشرطة من التعرف عليهم كانوا من السويد والولايات المتحدة والأرجنتين وأستراليا وألمانيا وإستونيا واسكتلندا وإنجلترا وأيرلندا والدنمارك وبلجيكا.

قالت فتاة أخرى من الولايات المتحدة، تبلغ من العمر 17 عامًا، في إفادتها للشرطة، إن كيفن دوموان أولسون أخبرها خلال مكالمة فيديو، أنه يمتلك الكثير من المواد الإباحية الخاصة بالأطفال على حاسوبه الخاص.

لقد كان يتفاخر بما أنجزه، و كان إنجازاً كبيراً بالنسبة له ان لديه الكثير من الصور العارية، وأنه كان يجمعها منذ أن كان عمره 15 عامًا وأن الصور الموجودة هي لفتيات تقل أعمارهم عن 18 عامًا، كما تقول الفتاة للشرطة.

شخصية كيفن دوموان أولسون

يصف الأشخاص المقربون منه، ان كيفن دوموان أولسون، كان يمتلك خبرة جيدة باستخدام الكمبيوتر. يوصف أيضًا بأنه شخص هادئ، ولكنه أيضًا انطوائي وغيور. عاش جزءًا كبيرًا من حياته أمام الشاشة في شقته الواقعة في منطقة شرق مدينة مالمو.

يقول كيفين دوموان أولسون، في استجوابه إنه كان يخطط لبدء الدراسة ليصبح طبيباً قبل اعتقاله في خريف 2019. درس عن بعد من أجل الحصول على المؤهلات الكافية لإجراء مزيد من الدراسات.

يصف حياته بأنها منعزلة تمامًا. كان يخرج للصيد أو التسوق فقط. وفي بعض الاحيان يخرج برفقة والديه. أما بقية الوقت، يقضيه أمام شاشة الكمبيوتر، كما يقول للشرطة.

وصف كيفن دوموان أولسون، نفسه في الاستجواب بأنه “شخص مستقيم”. ويقصد من كلامه انه لا يشرب الكحول ولا يتعاطى المخدرات، يحافظ على خلايا دماغه و طبيعت شخصيته. يقول، انا لا استخدم الأشياء الغير الطبيعية، بل ولدت من دون كل هذه الاشياء، كم يقول هو.

حاسوب المدان الذي كان يعمل عليه. الصورة من ملفات الشرطة.

صعوبة التعرف على ضحايا كيفن الأجانب

واجهت الشرطة مشاكل كبيرة في تحديد هوية الأطفال الأجانب الذين يظهرون في مقاطع كيفن المصورة. يقول المدعي العام أدريان كومبييه هوغ، ان الشرطة السويدية في الخارج لا تملك الكثير من الخيارات.
لذلك، وجهت لـ كيفن دوماوان أولسون ما مجموعه 125 تهمة إرتكاب جرائم من قِبل تسعة مدعين عامين في السويد. في نهاية عام 2021، حكمت عليه محكمة الاستئناف بالسجن ثمانية سنوات ونصف.

بعد شهر واحد فقط، تم توجيه الاتهام إليه مرة أخرى بارتكابه أكثر من 210 جريمة ضد 42 شخصًا خارج السويد. كانوا جميعهم تقريبًا من الأطفال، تم التعرف على 25 منهم. وفي الأسبوع الماضي، حُكم عليه بالسجن مرة أخرى لمدة عامين ونصف. وفي المجموع، حُكم عليه بالسجن 11 عامًا.

ينفي الجريمة

نفى كيفين دوموان أولسون خلال المحاكمة، أنه مذنب بارتكاب جريمة. كانت روايته أنه يمارس لعب الأدوار الجنسية المتبادلة مع الضحايا وأنه لم يفهم أنهم كانوا صغارًا.

لقد قال، “من ناحيتي، لم أصدق أنني فعلت أي شيء غير قانوني”، كما قال في الاستجواب.

محكمة المقاطعة رفضت أقواله تماماً. من بين أمور أخرى، ذكرت العديد من الفتيات أعمارهن الحقيقية، وفي العديد من الحالات، كان صغرهن واضحًا تمامًا في المقاطع المصورة، كما كتبت محكمة المقاطعة.

لقد أدعا في استجوابه أن ما هو موجود في المقاطع الفيديو المصورة من طرفه، لا يتعلق بأي شيء جنسي بالنسبة له.

ويقول، “في بعض الأحيان يمكنني لعب الأدوار لأكون المتحكم في زمام الأمور، لقد كان مجرد شيء قمت به … كان التحكم يتعلق بإخبار شخص ما – ما أريد انا ان يفعله ذلك الشخص”.

لقد رفضت المحكمة بشكل كلي حقيقة أقوال كيفن وان الأمر لا يتعلق بالأفعال الجنسية، في الحكم الأخير ضد كيفين دوماوان أولسون.

“نظرًا، من بين أمور أخرى، للتوجه الجنسي المتميز للتسجيلات، وحقيقة أن كيفن أولسون شوهد وهو يمارس العادة السرية أثناء العديد منها، وكذلك أسماء بعض المجلدات أو الملفات التي تم حفظ التسجيلات فيها، يبدو أنه من المستحيل ألا يكون الغرض من أفعاله هو الإشباع الجنسي في الأساس”، كما جاء في الحكم.

 

هذا ويتوقع ان يقوم كيفن دوموان أولسون ومحاميه، استناف الحكم الصادر بحقه. ويقول محامي الدفاع أولف فريزيل، “لقد قررنا في الأساس على ذلك. على الأقل بالنسبة للعقوبة”.

بحسب المحامية المدعية للعديد من الفتيات الضحايا، ان العقوبة الصادرة بحق كيفن دوموان أولسون قليلة للغاية ويجب ان يعاقب بشدة على الأفعال التي قام بها. وتقول، “مع الأخذ في الاعتبار عدد الأفعال وطريقة العمل والمنهجية والتهور الذي أظهره كيفن دوماوان أولسون، أعتقد أنه كان ينبغي تحديد العقوبة بالسجن لمدة أطول”.

عندما وصلت محكمة المقاطعة إلى حكم كيفين دوموان أولسون ، تم استخدام ما يسمى بخصم الكمية. وبالتالي، أدى الجزء الثاني من لائحة الاتهام إلى إصدار حكم أقل بكثير مقارنة بالجزء الأول، على الرغم من أنها تضمنت عددًا أكبر من المدعين وجرائم أكثر خطورة.

يعتقد المدعي العام أدريان كومبييه هوغ، أنه لا ينبغي استخدام خصم الكمية في مثل هذه الحالات.
ويؤكد ان هذه جرائم جنسية خطيرة للغاية، واعتداءات شديدة العدوانية وخطيرة ضد الأطفال العزل، حيث يُظهر الجاني استهتارًا كبيرًا. ثم ربما ينبغي على الهيئة التشريعية تنظيم هذه المسألة بشكل مختلف. في مثل هذه الحالات الخطيرة ، يجب أن يكون من الممكن إصدار أشد العقوبات لدينا، حتى السجن مدى الحياة، كما يقول المدعي العام.

تقول محامية المدعي صوفي ليف، إن فترة التحقيق الطويلة كانت عملية مرهقة عقليًا للعديد من المدعين. و يشعر معظمهم بالارتياح لانهم أنهوا هذه القضية ويأملون الآن أن يتمكنوا من وضع هذه القضية خلفهم، حتى يتمكنوا من الاستمرار في معالجة ما مروا به وما زالوا يمرون به.

المصدر: expressen.se

المزيد من المواضيع