تجري السلطات السويدية تحقيقات مكثفة في واقعة اختطاف واعتداء وحشي تعرضت له مراهقة في وسط العاصمة ستوكهولم على يد ثلاث فتيات، تتراوح أعمارهن بين 15 و16 عامًا. وتظهر تفاصيل الحادثة، التي وقعت في ليلة 6 نوفمبر من العام الماضي، أن الفتيات استدرجن الضحية إلى محطة “تي-سنترالين” في ستوكهولم بهدف الاعتداء عليها، وفقًا للادعاء العام.
استدراج واعتداء وحشي
وأوضحت النيابة العامة، الممثلة بالمدعي العام أوتو سفانبريغ أولسون، أن الفتيات استخدمن هوية وهمية لشخص مزعوم لاستدراج الضحية إلى المكان في الساعة الثالثة فجرًا، حيث كان لديهن نية مسبقة للاعتداء عليها. وبمجرد وصول الضحية، تعرضت لاعتداء مفاجئ حيث أجبرت على التنقل بين عدة مواقع في وسط ستوكهولم، تحت تهديد العنف الجسدي.
وذكر المدعي العام أن الفتيات الثلاث اعتدين على الضحية بشكل متكرر، إذ تعرضت للركل والضرب والقفز على رأسها وجسدها. ولم تتوقف الاعتداءات عند هذا الحد، بل شملت أيضًا عمليات إذلال وإهانة شديدة.
عمليات إذلال وقسوة شديدة
وكشف أوتو سفانبريغ أولسون عن تفاصيل صادمة، حيث تم جر الفتاة من شعرها والبصق في وجهها، بالإضافة إلى حرقها بالسجائر في جبهتها ويدها. أجبرت الضحية أيضًا على لعق أحذية الفتيات، وتم ضغط وجهها في الوحل وإجبارها على تناوله. وأكد المدعي العام أن الضحية شعرت بالخوف الشديد، ما دفعها للامتثال لكافة الأوامر التي تلقتها من الفتيات، حيث كانت تحت سيطرتهن الكاملة.
وقبل انتهاء الواقعة، قامت الفتيات بسرقة بعض مقتنيات الضحية الشخصية، ثم تخلين عنها في المنطقة. وأُدخلت الضحية إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث تبين أنها تعاني من كسور وجروح متعددة، بالإضافة إلى كسر في إحدى أسنانها. وأشارت الضحية إلى أن الحادثة تركت آثارًا نفسية عميقة، ولا تزال تعاني من ذكريات مؤلمة مرتبطة بها.
الدوافع والمحاكمة المرتقبة
ووفقًا للادعاء، يبدو أن دافع هذا الاعتداء كان الغضب والانتقام، حيث تعتقد الفتيات أن الضحية كانت مسؤولة عن تدمير علاقة إحدى المعتديات بصديقها. ويجري الآن توجيه اتهامات رسمية للفتيات تشمل “الاختطاف البسيط”، و”الاعتداء الجسيم”، و”السرقة”، بالإضافة إلى “التدخل في حقوق الضحية”. وتعتمد الأدلة في القضية بشكل أساسي على مقاطع فيديو صورتها إحدى المعتديات عبر هاتفها المحمول، توثق فيها لحظات الاعتداء.
ومن المقرر أن تُعقد جلسات المحاكمة في محكمة ستوكهولم الأسبوع المقبل، وسط توقعات بأن تثير هذه القضية اهتمامًا كبيرًا نظرًا لطبيعة الجريمة ودوافعها. ومن المتوقع أن تلقي المحاكمة الضوء على قضايا العنف بين المراهقين والتداعيات النفسية والاجتماعية لمثل هذه الأفعال في المجتمع.
المصدر: tv4