محمد اختفى، والأم توسلت… والشرطة كانت مشغولة بالحكم على اللكنة

الصورة للطفل محمد، كما نشره راديو السويد. sverigesradio

كشف تسجيل صادم لمكالمة بين شرطيين بعد اختفاء الطفل محمد: لم يتم الاتصال بالأم… لأن “التحقيق مع مترجم مبالغ فيه قليلاً”

كشف راديو السويد sverigesradio في مدينة يونشوبينغ، عن تسجيل داخلي بين موظفين في الشرطة، يُسلّط الضوء على لا مبالاة صادمة في التعامل مع بلاغ قدمته أم صومالية حول اختفاء ابنها البالغ من العمر 14 عامًا.
الكلمات الأولى التي نُطقت في المكالمة تلخص كل شيء:

“ستكرهينني الآن، لكن لا بأس… إنها فقط امرأة صومالية تتصل.”

هذه الجملة جاءت ردًا على محاولة الأم الاتصال بالشرطة للمرة الثانية، وهي تتوسل المساعدة في العثور على ابنها المختفي، محمد.


لا استدعاء، لا تحقيق، لا مترجم… ولا حياة بعد ذلك

رغم أن الأم أبلغت عن اختفاء ابنها، لم يتم استدعاؤها أو حتى الاتصال بها مرة أخرى. أحد عناصر الشرطة علّق على فكرة استدعائها بجملة:

“إجراء تحقيق مع مترجم؟ هذا يبدو مبالغًا فيه.”

ثلاثة أيام بعد هذا “القرار الإداري”، عُثر على محمد مقتولًا في نينيشامن، بعد أن تعرض للاختطاف والتعذيب على يد مجرمين من عصابات منظمة.

الشرطة كانت تعرف أنه مختفٍ، والأم كانت تصرخ للمساعدة… لكن اللغة، والاسم، وربما الخلفية، لم تكن مؤهلات كافية لتُعامل بجدية.


قضية تهز الرأي العام السويدي

التسجيل المسرّب أثار موجة غضب في وسائل الإعلام وبين المواطنين، ليس فقط بسبب النتيجة المأساوية، بل بسبب الطريقة التي تم بها تجاهل نداء أم مفجوعة، والتعامل مع مخاوفها وكأنها “إزعاج روتيني”.
قضية محمد تعيد فتح النقاش المرير حول التمييز النظامي، الكفاءة، والانحيازات الصامتة التي قد تقتل، بصمت… وببطء.

المزيد من المواضيع