دال ميديا: شهدت الأسواق المالية العالمية انهيارًا كبيرًا لم يكن في الحسبان، عقب إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة. ووصف خبراء الاقتصاد رد الفعل بأنه “سقوط حر”، حيث أدت هذه الخطوة إلى أكبر انخفاض في البورصات منذ أزمة كورونا.
“نحن في دوامة سلبية خطيرة، والوضع حاليًا خطير للغاية”، تقول فريدا برات، الخبيرة الاقتصادية في Nordnet.
ردود فعل دولية تزيد الأزمة تعقيدًا
لم تقتصر المشكلة على قرار ترامب فحسب، بل ازدادت الأزمة مع الرد الصيني السريع بفرض رسوم مضادة على البضائع الأمريكية. وأوضح خبراء الاقتصاد أن هذه التطورات شكلت صدمة للأسواق التي كانت تأمل في حوار أو مفاوضات بدلاً من مواجهة “حرب تجارية صريحة”.
“رد فعل السوق كان حادًا لأن الجميع كانوا يأملون في مفاوضات، لكننا الآن في حرب رسوم جمركية”، توضح برات.
أكبر انهيار منذ أزمة كورونا
أدى الإعلان عن الرسوم إلى تراجع كبير في البورصات العالمية يوم الخميس، حيث انخفضت بورصة ستوكهولم بأكثر من 3%، وهو تراجع يعتبر معتدلًا مقارنةً بما شهدته وول ستريت، حيث سجل مؤشر ناسداك انخفاضًا بنسبة 6% – وهو الأسوأ منذ بداية أزمة كوفيد-19.
“آخر مرة شهدنا فيها مثل هذه الانخفاضات الحادة كانت أثناء أزمة كورونا. إنه بمثابة تغيير في النظام العالمي الذي يسعى ترامب لتحقيقه، مما يثير قلقًا كبيرًا بشأن الآثار المحتملة”، تضيف برات.
الأسواق السويدية لم تسلم من الانهيار
في بورصة ستوكهولم، كان التراجع هو الأكبر منذ جائحة كورونا، حيث أغلق مؤشر OMXSPI يوم الجمعة على انخفاض بنسبة 4.2%، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد السويدي في ظل التوترات التجارية المتصاعدة.
“الانهيار الذي شهدناه يشبه السقوط الحر، وسيؤثر بلا شك على الأسر السويدية التي استثمرت بشكل كبير في الأسواق”، يقول أميريكو فيرنانديز، خبير الاقتصاد الشخصي في SEB.
ماذا يجب أن يفعل المستثمرون؟
يشير كل من فريدا برات وأميريكو فيرنانديز إلى أن الوضع صعب التنبؤ، لكن فيرنانديز ينصح المستثمرين بعدم التسرع في البيع خوفًا من الخسائر.
“الكثيرون يشعرون بالذعر ويبدؤون في البيع، ولكن الخطر هو أنهم قد يبيعون عند القاع. يجب على المستثمرين التفكير على المدى الطويل وعدم اتخاذ قرارات متهورة”، ينصح فيرنانديز.
توقعات غير واضحة
مع استمرار حالة عدم اليقين، يحذر الخبراء من المزيد من التقلبات في الأسابيع المقبلة، مؤكدين على ضرورة التحلي بالصبر والاستعداد لأي مستجدات قد تزيد من تعقيد الوضع.
المصدر: SVT
