مرشدون دينيون داخل الزنازين.. هل يمكنهم مساعدة الشباب المحتجزين على إعادة بناء حياتهم؟

الصورة من قناة tv4

دال ميديا: في أروقة سجن سولنتونا، حيث يقضي الشباب المتهمون بجرائم خطيرة ساعات طويلة في زنازين ضيقة، يعمل 180 مرشدًا روحيًا في السويد على تقديم الدعم النفسي والإنساني لمن يقبعون خلف القضبان.

من بين هؤلاء القسيسة لينا بيرنيل والإمام ناصر أحمد عارف، اللذان يلتقيان يوميًا بالشباب المحتجزين، ليس لمناقشة أفعالهم، بل للتواصل مع الإنسان الذي بداخلهم.

“نلتقي بالناس، لا بأفعالهم”

يؤكد الإمام ناصر أحمد عارف أن مهمتهم تتجاوز الجانب الديني، إذ يقول:
“نحن لا نحكم على أحد، نحن هنا لنستمع، لنلتقي بالأشخاص وليس بأفعالهم.”

أما القسيسة لينا بيرنيل فتشير إلى أن الاحتجاز يؤثر بشكل مضاعف على القاصرين، حيث تبلغ متوسط مدة احتجاز الأطفال في السويد 108 أيام، وغالبًا ما يعانون من العزلة والشعور بالذنب والخوف.

العزلة القاسية.. وأمل اللقاء

في زنزانة لا تتجاوز مساحتها ستة أمتار مربعة، يُجبر القُصّر على قضاء ما يصل إلى 20 ساعة يوميًا في عزلة تامة. في هذا السياق، يصبح اللقاء مع المرشدين لحظة تنفس إنساني وسط وحدة قاتلة.

يقول الإمام ناصر:
“في كثير من الأحيان، لا يكون الدافع دينيًا، بل مجرد رغبة في الحديث مع شخص ما، شخص يمكنهم الوثوق به.”

“الليل هو الأصعب.. وهم يشتاقون لأمهاتهم”

تؤكد القسيسة لينا أن أصعب الأوقات التي يمر بها المحتجزون هي ساعات الليل الطويلة، حيث يعاني بعضهم من الكوابيس ونوبات الهلع، مضيفة:
“إنهم في النهاية مجرد أطفال، ومعظمهم ينام وهو يتمنى أن يكون بجانب والدته.”

هل يمكن إصلاح ما أفسدته الجريمة؟

قد تكون جلسات الحوار والإنصات النافذة الوحيدة للنور في حياة هؤلاء الشباب، لكنها تطرح أيضًا تساؤلات أعمق:
هل يكفي الإصغاء والرحمة لإعادة تأهيلهم؟ أم أن النظام بحاجة إلى تغيير جذري لمساعدة هؤلاء القاصرين قبل أن ينتهي بهم المطاف خلف القضبان؟

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع