مزاعم خطف الأطفال تعود للواجهة مع تقرير جديد من قناة الجزيرة: هل تتخذ السويد إجراءات قاسية ضد عائلات المهاجرين؟

وثائقي الجزيرة يجدد الهجوم على السويد. Johan Nilsson/TT

دال ميديا – ستوكهولم: في خطوة من شأنها تصعيد الجدل حول سياسات السويد في مجال رعاية الأطفال، أطلقت قناة “الجزيرة” سلسلة وثائقية جديدة تتناول قضية احتجاز السلطات السويدية للأطفال لأسباب اعتبرتها “غير واضحة” أو “غير مبررة”. وتأتي هذه السلسلة بعد موجة سابقة من التقارير التي استهدفت السياسات الاجتماعية للسويد، والتي أُثيرت مراراً عبر وسائل الإعلام العربية، خاصة من قبل “الجزيرة”، ما يعكس استمرار الجدل واهتماماً دولياً متزايداً بهذه القضية الحساسة.

سياق التقارير السابقة: حملة LVU والانتقادات المستمرة

تأتي هذه السلسلة الوثائقية بعد تقارير سابقة ظهرت خلال حملة “LVU” التي انطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي قبل عدة سنوات، حيث ركزت تلك الحملة على مزاعم بأن السلطات السويدية تقوم “بخطف” أطفال مسلمين ووضعهم تحت رعاية مؤسسات الدولة. وادعى مؤيدو الحملة أن الأطفال يُسحبون من أسرهم بناءً على أسباب تتعلق بالاختلافات الثقافية والدينية، مما أثار قلقاً واسعاً في الأوساط الإسلامية والدولية، وأدى إلى تصاعد التوترات الأمنية في السويد.

وقد تضمنت التقارير السابقة حالات أشارت إلى اتهامات بأن الأطفال يتم سحبهم بسبب عوامل بسيطة مثل عدم ارتداء ملابس نظيفة أو عدم تلبية معايير معينة للرفاهية الاقتصادية. ونتيجة لذلك، تعرضت السويد لانتقادات دولية، وخاصة من قبل الإعلام العربي، بسبب ما اعتبره بعضهم “استهدافاً” للعائلات من خلفيات مهاجرة، مما رفع من مستويات التوتر ورفع درجة التهديدات الإرهابية ضد السويد.

تفاصيل الوثائقي الجديد من “الجزيرة”

يأتي الوثائقي الجديد من “الجزيرة” ليعرض قصصاً لعائلات من خلفيات مختلفة تُظهر تجربة الأهل مع السلطات السويدية، والتي غالباً ما تتضمن مشاهد لأسر تُحرم من أطفالها بناءً على أسباب يعتبرونها واهية. يتضمن الوثائقي قصة عائلة سويدية من جنوب البلاد تدعي أن أطفالها السبعة قد سحبوا منها لكونهم من خلفية عرقية رومانية، بينما تشير الوثائق القضائية إلى أن الأسباب الحقيقية تتعلق بمشاكل تتصل بتغذيتهم ونمط حياتهم وعدم انتظامهم في التعليم.

وتشمل الوثائقيات أيضًا قصة امرأة سويدية ذكرت أن محاولتها طلب المساعدة من الخدمات الاجتماعية انتهت بفقدانها الحق في التواصل مع أطفالها. وقد أوضحت وثائق المحكمة أن هذه الخطوة جاءت بناءً على مشاكل تتعلق بقدرتها على تلبية احتياجات أطفالها.

آثار أمنية ودبلوماسية متزايدة

توضح صوفيا بارد، رئيسة وحدة صورة السويد في المعهد السويدي، أن هذه السلسلة الوثائقية قد تؤدي إلى تصاعد التوترات الأمنية وتزايد التهديدات التي تستهدف السويد، خاصة وأن مثل هذه الحملات الإعلامية غالباً ما تولد مشاعر سلبية تجاه السياسات السويدية. وأضافت بارد: “هذه السلسلة لم تقتصر على السويد فقط، بل استهدفت أيضاً دولاً غربية أخرى، ولكن انتشارها قد يؤثر على صورة السويد بشكل خاص”.

وتؤكد السويد أن سياساتها في مجال رعاية الأطفال تهدف إلى حماية الأطفال من جميع الخلفيات العرقية والدينية، إلا أن تكرار التقارير السلبية من قبل قنوات مثل “الجزيرة” قد يؤثر على نفوذ السويد الدولي، وربما يساهم في بناء صورة سلبية عنها في بعض الدول.

توترات سابقة ومواقف مشحونة

تأتي هذه السلسلة الجديدة بعد سلسلة من الأحداث التي ساهمت في تصاعد التوترات في العلاقات السويدية مع بعض الدول الإسلامية. فقد أظهرت التقارير السابقة تزايد الاستياء من جانب الجمهور العربي تجاه ما يعتبرونه سياسات متشددة في التعامل مع الأسر من خلفيات مهاجرة، مما دفع السلطات السويدية إلى تعزيز جهودها لتصحيح المعلومات المغلوطة.

استجابة السويد لانتقادات المجتمع الدولي

في الوقت الذي تحاول فيه السويد الدفاع عن سياساتها وتوضيح أن الهدف من هذه الإجراءات هو ضمان سلامة الأطفال، يبقى موضوع سحب الأطفال من أسرهم قضية جدلية قد تؤثر على علاقة السويد بدول عديدة، خاصة في ضوء الانتقادات المتكررة من قبل وسائل الإعلام الأجنبية.

المصدر: svt

المزيد من المواضيع