مزاعم ملفقة عن بيدوفيليا وعبودية جنسية تهدد مصداقية الصحة العالمية – وترامب يزيد النار اشتعالاً

منظمة الصحة العالمية. WHO

دال ميديا: في عصر “المعلومة الفورية”، لم تعد الأكاذيب بحاجة إلى دليل… يكفي أن تُنشر، تُشارك، وتُعاد تغريدها حتى تتحول إلى “رأي عام”، حتى لو كانت تستهدف منظمة دولية بحجم WHO، وتتهمها بأبشع الجرائم.

في أحدث موجات التضليل، تعرضت منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، إلى هجوم إلكتروني ومعلوماتي واسع، يتضمن مزاعم بترويج البيدوفيليا والاتجار الجنسي بالأطفال، استنادًا إلى فيديو مزوّر يُنسب زيفًا للمنظمة.

التحقيق الذي أجرته وحدة “التحقق من المعلومات” أظهر أن الفيديو الذي يُستخدم كـ”دليل” في منشورات متداولة عبر منصة X (تويتر سابقًا) أُنتج في الأصل من قبل منظمة هولندية لأغراض تعليمية، تتعلق بأساليب شرح مواضيع جنسية للأطفال وفقًا لأعمارهم – وهي ممارسة تربوية متّبعة في عديد من البلدان الأوروبية.

لكن في يد المتطرفين، تحوّل هذا الفيديو إلى وقود نظريات المؤامرة.

40 مليون مشاهدة… على كذبة!

خلال عام 2024 وحده، حصدت المنشورات المرتبطة بهذه المزاعم أكثر من 40 مليون مشاهدة، وتبنّتها منصات ومواقع معروفة في أوساط مناهضي اللقاحات، المعادين للعولمة، والتيارات الدينية المتطرفة.

من بين أبرز الناشرين لتلك الادعاءات، موقع “StopWorldControl” المعروف بنشره نظريات المؤامرة، بالإضافة إلى مايك آدامز، الإعلامي الأمريكي الشهير في أوساط “اليمين البديل”، والذي اتهم WHO بأنها تقود أجندة لـ”ترويج الاعتداءات الجنسية في المدارس” و”تشجيع على ختان الأطفال قسرًا”، دون أن يقدم أي مصدر حقيقي.

منظمة تحت الحصار… وتمويل يتبخر

الهجمة المعلوماتية لم تأتِ في فراغ، فقد سبقتها ضربة سياسية واقتصادية تمثلت في انسحاب كل من الولايات المتحدة والأرجنتين من منظمة الصحة العالمية، ما يعني خسارة المنظمة لدعم مالي ومعرفي كبير.
هذا الانسحاب ترافق مع تصريحات هجومية متكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف WHO بأنها:

“خدعة عالمية فاسدة تُمَوَّل من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، لكنها تخضع لسيطرة الصين.”

هذه الرواية وجدت صدى واسعًا في أوساط اليمين المتطرف الأمريكي، وأسهمت في شيطنة المنظمة وتصويرها كأداة “عالمية مشبوهة”.

WHO ترد… بحملة “Plot Twist”

لكن رغم فداحة الاتهامات، ترفض المنظمة الرد بأسلوب المواجهة المباشرة.
بهانو بهاتناغار، المتحدث باسم WHO، أوضح:

“سياستنا هي عدم إعطاء مساحة لحملات التضليل. بدلًا من ذلك، نسلط الضوء على عملنا الحقيقي ونواجه الأكاذيب بطريقة توعوية من خلال سلسلة ‘Plot Twist’ التي أطلقناها على وسائل التواصل الاجتماعي.”

ورغم كل شيء، لا تزال المنظمة تؤكد أن ثقتها في العقل العام باقية، وأن الهجمات وإن كانت شرسة، لكنها تعكس أيضًا قوة التأثير الذي تمثّله WHO في النقاشات الصحية العالمية.

المصدر: SVT

المزيد من المواضيع