مستقبل التوظيف في آيكيا… اختبار ألعاب بدلاً من رسائل الذكاء الاصطناعي!

التوظيف في إيكيا. الصورة من: vice.com

دال ميديا: في زمن باتت فيه الآلات تكتب الشعر، والخوارزميات تصوغ قصائد الحب، قررت آيكيا أن تضع حدًا لاجتياح الذكاء الاصطناعي لسوق العمل… على الأقل فيما يتعلق بالرسائل الشخصية.

في خطوة قد تبدو مفاجئة للبعض، ناشدت سلسلة الأثاث العالمية الشهيرة الباحثين عن عمل ألا يعتمدوا على الذكاء الاصطناعي لصياغة رسائلهم، مؤكدة أن النصوص المولدة آليًا تفقد أهم عنصر تطلبه الشركة: الروح الإنسانية.

“نلاحظ أن بعض المتقدمين ينسخون نص الإعلان ثم يضعونه في برنامج ذكاء اصطناعي لينتج لهم رسالة تبدو لامعة ومحبوكة – لكنها ببساطة بلا حياة”، تقول ليندا والين، مديرة التوظيف في آيكيا.

الآلة تكتب… لكن آيكيا ترفض

ورغم أن الشركة لا تمانع استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لجمع الأفكار أو ترتيب المعلومات، فإنها ترفض أن يحل محل عقل وروح الباحث عن العمل.

“حين نرى أن الرسالة مكتوبة بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي، نميل إلى الرفض مباشرة. نحن بحاجة إلى أن نرى الإنسان، لا الخوارزمية”، تضيف والين.

المفارقة اللطيفة أن آيكيا تفضل أن ترى خطأ إملائيًا صغيرًا أو تركيبًا لغويًا مرتبكًا، على أن تقرأ رسالة شخصية مكتوبة بمنطق “النسخ واللصق” الرقمي.

رسائل منسوخة… وفرص ضائعة

بحسب والين، فإن التشابه المفرط بين الرسائل المولدة عبر الذكاء الاصطناعي يجعل عملية الاختيار بين المرشحين شبه مستحيلة:

“الرسائل تصبح مثل قطع الأثاث المتطابقة – نفس الشكل، نفس النبرة، لا تمييز ولا تفرد.”

وداعًا للرسائل… مرحبًا بالألعاب؟

ومع التقدم في الزمن، يبدو أن آيكيا تتطلع إلى طرق أكثر إبداعًا لاختيار موظفيها.
في بعض الأقسام، تخلت الشركة بالفعل عن مطلب الرسالة الشخصية لصالح مجموعة من الأسئلة المباشرة.

والأكثر إثارة أن المستقبل قد يحمل معه “تجارب ألعابية” لاكتشاف الكفاءات:

“نرى أن اختبارات الألعاب والبيئات الافتراضية قد تصبح الطريقة الجديدة لاختبار قدرات المتقدمين”، تقول ليندا والين بابتسامة.

رسالة آيكيا إلى الباحثين عن عمل

وعلى موقعها الإلكتروني، تركت آيكيا رسالة ودية لكنها واضحة:

“استخدم الذكاء الاصطناعي كمساعد ذكي، لكن دع طلبك يعكس شخصيتك وقيمك وخبراتك. فالآلات لا تستطيع أن تحكي قصتك مثلك.”

وفي النهاية، ربما ما يحتاجه الباحثون عن عمل للفوز بوظيفة في آيكيا هو ببساطة… أن يكونوا بشرًا، بكل ما تحمله الكلمة من أخطاء وأحلام.

المصدر: SVT

المزيد من المواضيع