تظاهر نحو 300 ألف شخص في العاصمة البريطانية لندن، السبت، في مسيرة حاشدة للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
ونظمت المسيرة مجموعة “ائتلاف أوقفوا الحرب” تحت شعار “المسيرة الوطنية من أجل فلسطين”، وبدأت من أمام نصب القبر الفارغ التذكاري في وسط لندن، حيث توقف المشاركون دقيقتين صمت تكريما لقتلى الحروب البريطانية.
ورفع المتظاهرون أعلاما فلسطينية ولافتات تطالب ب”وقف قصف غزة” بينما هتفوا “أوقفوا إطلاق النار الآن” و”الحرية لفلسطين”.
وذكر متحدث باسم الشرطة أن التقديرات تشير إلى أن نحو 300 ألف شخص شاركوا في التظاهرة.
وتأتي المسيرة في أعقاب هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل، قُتل فيه أكثر من 1200 شخص واحتجز نحو 240 آخرين رهائن، وفق إسرائيل.
وردت إسرائيل بحملة عسكرية أودت بأكثر من 11,000 شخص في غزة، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في القطاع الساحلي.
وأعرب المشاركون في المسيرة عن تضامنهم مع الفلسطينيين، وطالبوا بوقف إطلاق النار.
وقال شيراز بوبرا (41 عاما) الذي جاء من ليستر بوسط بريطانيا “انسوا الموقف السياسي، انسوا كل شيء آخر، لا يمكنك أن تقف مكتوف اليدين بينما يُقتل الناس”، مضيفا أنه سيشارك كل أسبوع حتى يتم وقف إطلاق النار.
وقال غافين سيرلي (58 عاما) من هاستينغز في جنوب بريطانيا، إنه جاء “لإظهار التضامن مع الفلسطينيين، بينما يحدث ظلم كبير”.
وأضاف القس الكاثوليكي الأب جون ماكغوان “أتعاطف مع الفلسطينيين لأن أرضهم محتلة ومحتلهم يمكن أن يكون قاسيا”، معربا عن أمله في التوصل إلى حل الدولتين.
اعتقالات وصدامات
وكانت قد اعتقلت شرطة مدينة لندن ما مجموعه 100 شخص في مسيرات سابقة مؤيدة للفلسطينيين، بتهم بينها تأييد حركة حماس المصنفة في بريطانيا على قوائم الإرهاب، وعلى خلفية جرائم كراهية.
غير أن مسيرة السبت أثارت قلقا لتزامنها مع “يوم الهدنة” الذي يحيي انتهاء الحرب العالمية الأولى في 1918، وعلى وقع انتقادات وجهت للشرطة لعدم حظرها التظاهرة.
ونُصبت حواجز معدنية في محيط المناطق التي تتضمن النصب الأكثر أهمية، وحُددت منطقة حظر فيما مُنحت الشرطة صلاحيات لاعتقال أي متظاهر يحاول التجمع هناك.
وشهدت المظاهرة صدامات محدودة قرب النصب، عندما حاول متظاهرون من مسيرة مضادة كان العديد منهم يرتدون اللون الأسود ووجوههم ملثمة وآخرون يلوحون بالعلم البريطاني، اختراق طوق الشرطة.
وقالت الشرطة لاحقا إنها ألقت القبض على 82 متظاهرا يقومون باحتجاج مضاد من أجل “منع الإخلال بالسلم”، مشيرة إلى أنهم “حاولوا الوصول إلى مسيرة الاحتجاج الرئيسية”.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية إن رئيس مجموعة “رابطة الدفاع الانكليزية” اليمينية المتطرفة تومي روبنسون، كان من المشاركين في المظاهرة المضادة.
مظاهرة “لا تنم عن الاحترام”…
ومن جانبه، انتقد رئيس الوزراء ريشي سوناك المظاهرة، ووصفها بأنها لا تنم عن الاحترام وسط مخاوف من أنها قد تثير أعمال عنف في يوم الهدنة.
وقال سوناك “إنه لأمر محزن أن نرى أن بعض الناس يختارون استخدام يوم الهدنة للتظاهر ضد إسرائيل. يجب أن نتذكر دائمًا الذين فقدوا أرواحهم في الحرب العالمية الأولى، وأن نسعى إلى بناء عالم أكثر سلامًا وازدهارًا”.
لمتابعة الخبر من مصدره يرجى الضغط على الرابط التالي: timesofisrael.com