دال ميديا: في خطوة علمية قد تحدث ثورة في مجال معالجة الألم المزمن، يعمل باحثون في جامعة لينشوبينغ (LIU) في السويد على تطوير ملابس ذكية قادرة على محاكاة الإحساس باللمس والعناق، وهو ما قد يساعد المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة على تخفيف معاناتهم بطريقة غير دوائية.
وبحسب ما جاء في تقرير نشره راديو السويد (Sveriges Radio)، فإن هذه التقنية تعتمد على ألياف بلاستيكية ذكية مدمجة في الأقمشة، والتي يمكنها الانكماش والاستجابة عند تعرضها للتيار الكهربائي، مما يخلق إحساسًا يشبه اللمس البشري. الفكرة تستند إلى أبحاث علمية سابقة تؤكد أن التلامس الجسدي مثل العناق والاحتضان يمكن أن يكون له تأثير علاجي في تقليل الشعور بالألم.
حل بديل للمسكنات.. وتقليل المخاطر الصحية
توضح سارة مكنتاير، الباحثة في جامعة لينشوبينغ، أن هناك حاجة ماسة إلى تطوير علاجات جديدة للألم المزمن، نظرًا لأن المسكنات التقليدية غالبًا ما ترتبط بآثار جانبية خطيرة على المدى الطويل، مثل الإدمان والتأثير السلبي على وظائف الأعضاء الحيوية. وتضيف:
“اللمس البشري له تأثير مهدئ ويساهم في إفراز هرمونات مثل الأوكسيتوسين، والتي تساعد في تقليل الإحساس بالألم. لكن ليس لدى الجميع إمكانية الوصول إلى هذا النوع من العلاج الطبيعي، لذا فإن الملابس الذكية يمكن أن تكون بديلاً فعالًا”.
آفاق واعدة ومستقبل استخدام التقنية
لا تزال هذه الملابس الذكية في مراحلها التجريبية، لكن الباحثين في جامعة لينشوبينغ يأملون أن تساعد هذه التقنية في إحداث تحول في طريقة علاج الألم المزمن، خاصة للأشخاص الذين يعانون من آلام طويلة الأمد مثل مرضى الفيبروميالغيا والتهاب المفاصل.
يعمل الفريق البحثي على تحسين استجابة الألياف البلاستيكية وضبط مستويات الضغط الذي يمكن أن تمارسه الملابس على الجسم لتحقيق أفضل تأثير علاجي ممكن. كما يتم اختبارها حاليًا على متطوعين لمعرفة مدى فعاليتها وتأثيرها على تخفيف الألم.
إذا أثبتت الأبحاث فعاليتها، فقد تصبح هذه التقنية بديلاً حقيقيًا للمسكنات التقليدية، مما يقلل الاعتماد على الأدوية ويوفر خيارًا علاجياً جديدًا قائمًا على التكنولوجيا الطبية المتقدمة.
هل يمكن أن تصبح هذه الملابس جزءًا من المستقبل العلاجي لآلام الإنسان؟ هذا ما ستكشفه الأبحاث القادمة.