دال ميديا – ستوكهولم: في ظل موجة فيضانات اجتاحت مناطق عدة في إسبانيا مؤخرًا، انتشر نقاش واسع في السويد حول دور السدود والمناطق الرطبة في السيطرة على الفيضانات، بعد أن نشر بعض السياسيين السويديين معلومات غير دقيقة حول أسباب الفيضانات الأخيرة. ادعى سياسيون مثل ماغنوس جاكوبسون من حزب “الديمقراطيون المسيحيون” أن إزالة السدود المحيطة بفالنسيا كانت وراء الفيضانات، في محاولة لتسليط الضوء على أهمية السدود في الحفاظ على استقرار البيئة، لكن المعلومات تبين لاحقًا أنها غير دقيقة.
ما هي خلفية المنشورات؟
في تغريدة نشرها على منصة “X”، أرفق جاكوبسون خريطة تظهر مواقع سدود زعم أنه تم إزالتها، وعلق قائلاً إن “إزالة هذه السدود أدت إلى تدفق المياه بسرعة أكبر، متسائلًا عما كان يمكن أن يحدث لو كانت السدود موجودة”. وبالرغم من أن التغريدة هدفت إلى تحفيز النقاش حول التغيرات المناخية وتأثيراتها، كشفت مواقع تدقيق الحقائق الإسبانية، مثل “Maldita Climo”، أن المعلومات لم تكن دقيقة؛ فالخريطة التي استخدمها جاكوبسون كانت تعرض حواجز قديمة للصيد، وليست سدودًا.
ما الهدف من نشر هذه المعلومات؟
في الوقت الذي يبدو فيه أن جاكوبسون وغيره من السياسيين كانوا يسعون لإثارة النقاش حول تأثيرات التغير المناخي وأهمية السدود، تكشف الحادثة عن تحديات تواجه السياسيين في اختيار المعلومات الصحيحة التي تُستخدم في الخطاب العام. يستخدم السياسيون أحيانًا أحداثًا خارجية مثل الفيضانات في إسبانيا لتسليط الضوء على قضايا داخلية في السويد، مثل كيفية استعداد البنية التحتية لمواجهة التغيرات المناخية المتزايدة.
ويرى البعض أن السياسيين يسعون لتعزيز النقاش حول أهمية الحفاظ على البنية التحتية كالسدود والمناطق الرطبة لمواجهة أي كوارث طبيعية محتملة. وقال جاكوبسون في توضيح لاحق إنه لم يقصد نشر معلومات خاطئة، بل أراد لفت الانتباه إلى مخاطر إزالة السدود في ظل ارتفاع معدلات هطول الأمطار بسبب التغير المناخي، وهو تحدٍّ تواجهه العديد من الدول، بما في ذلك السويد.
ردود الفعل والجدل العام
وبعد أن شارك يان إريكسون من حزب المحافظين التغريدة، برر مشاركته بأنه يهدف إلى تعزيز النقاش حول أهمية السدود في الحد من آثار التغيرات المناخية، مؤكدًا أن الكاتب الأصلي للتغريدة هو المسؤول عن صحة المعلومات. وقد أثار هذا التوضيح مزيدًا من الجدل حول ضرورة التحقق من دقة المعلومات قبل نشرها، خاصة عندما تكون جزءًا من حوار سياسي يُعرض للجمهور.
المنشور، الذي شاهده ما يزيد عن 275,000 شخص، أثار نقاشًا واسعًا حول أهمية التحقق من المعلومات في المناقشات السياسية، وضرورة أن تكون البيانات المستخدمة في الحوار السياسي مبنية على أسس دقيقة لتجنب نشر معلومات مضللة. ويشير بعض المحللين إلى أن نشر مثل هذه المعلومات يمكن أن يضر بمصداقية السياسيين، خاصة عندما تُستخدم في موضوعات حساسة كالتغير المناخي، حيث يعتمد الجمهور على البيانات العلمية لفهم التحديات المستقبلية.
أبعاد الحدث وأهمية السدود في سياق التغير المناخي
تأتي هذه الحادثة لتؤكد على أهمية البنية التحتية مثل السدود والمناطق الرطبة في مواجهة آثار التغير المناخي، إذ تسهم السدود في السيطرة على تدفقات المياه وحماية المدن والقرى من خطر الفيضانات. ومع التغيرات المناخية المتسارعة، قد يصبح الحفاظ على هذه البنية التحتية ضروريًا أكثر من أي وقت مضى، وهو ما سعى السياسيون لتسليط الضوء عليه، حتى وإن كانت المعلومات التي اعتمدوا عليها غير دقيقة.
الحاجة إلى مسؤولية إعلامية
تسلط هذه الواقعة الضوء على أهمية المسؤولية الإعلامية للسياسيين عند استخدام الأحداث الخارجية لإثارة النقاشات الداخلية. وقد أثارت هذه الحادثة دعوات للتحقق من المعلومات قبل نشرها، خاصة في زمن يواجه فيه العالم تحديات متزايدة في مجالات المناخ والبيئة، حيث يتوقع من السياسيين الالتزام بالشفافية وتقديم معلومات دقيقة تدعم استجابات فعّالة لهذه التحديات.
المصدر: svt