من المستفيد؟ شتاء مكلف في الانتظار مع نظام الكهرباء الجديد الذي سيرفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة

svk
svk

تستعد السويد لمواجهة شتاء قاسٍ من حيث تكاليف الكهرباء مع اقتراب تطبيق نظام جديد لحساب قدرة نقل الطاقة، المعروف باسم “حساب السعة بناءً على التدفق” (flow-based capacity calculation). تشير التقديرات الأولية إلى أن أسعار الكهرباء قد ترتفع إلى ثلاثة أضعاف في بعض المناطق، مما أثار قلقاً واسعاً في صفوف المستهلكين والموردين على حد سواء.

النظام الجديد: فرصة أم خطر؟

من المتوقع أن يبدأ هذا النظام بالعمل خلال الأسابيع المقبلة، وسط معارضة شديدة من الشركات والمؤسسات الفاعلة في سوق الكهرباء السويدي. تقول هيئة “Svenska kraftnät”، الجهة المسؤولة عن تشغيل النظام الكهربائي في السويد، إن الهدف من هذا النظام هو تحسين كفاءة نقل الطاقة وزيادة القدرة على تصدير الكهرباء إلى أوروبا القارية. لكن هذه التحسينات قد تأتي على حساب المستهلكين السويديين، حيث أن النظام سيمكن السويد من نقل المزيد من الكهرباء إلى دول أخرى، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار داخل البلاد.

ارتفاع في الأسعار خلال الاختبارات الأولية

أجرت هيئة “Svenska kraftnät” اختبارات على النظام الجديد بالتوازي مع النظام الحالي لمعرفة تأثيره على الأسعار. النتائج أظهرت أن المناطق الشمالية من السويد، وكذلك منطقة الكهرباء 3 التي تشمل سفيلاند وشمال جوتالاند، ستشهد ارتفاعًا في الأسعار. على العكس، قد يشهد جنوب السويد انخفاضًا طفيفًا في الأسعار خلال فصل الصيف، عندما يكون الطلب على الكهرباء منخفضًا. ولكن الشتاء يمثل تحديًا مختلفًا، حيث يمكن أن تصل الأسعار إلى مستويات قياسية.

تصريحات الخبراء: مخاوف متزايدة

جان رونباك، خبير سوق الطاقة في شركة Fortum، حذر من أن النظام الجديد قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في أسعار الكهرباء خلال فترات الذروة في فصل الشتاء. “أثناء الاختبارات، وصلت أسعار الكهرباء في جنوب السويد إلى حوالي 8 كرونات للكيلوواط/ساعة، بينما كانت في النظام الحالي تبلغ حوالي 3 كرونات”، يقول رونباك، مشيرًا إلى أن النظام الجديد قد يجعل إدارة الطاقة المائية أكثر تعقيدًا.

المستفيدون من النظام الجديد

على الرغم من الانتقادات الداخلية، يشير رونباك إلى أن هناك بعض الدول التي ستستفيد من هذا النظام الجديد، مثل النرويج التي ستتمكن من الحصول على أسعار أعلى لطاقتها الكهرومائية بفضل استخدام شبكة الكهرباء السويدية بشكل أكثر كفاءة. وأضاف أن الدول الأوروبية القارية ستكون من أكبر المستفيدين من النظام الجديد بسبب القدرة على استيراد الكهرباء بأسعار معقولة.

استيراد الأسعار المرتفعة

أحد الجوانب السلبية الرئيسية للنظام الجديد، بحسب رونباك، هو أن السويد ستستورد الأسعار المرتفعة من الأسواق الأوروبية. فزيادة القدرة على نقل الكهرباء قد تعني زيادة في التكلفة التي سيتحملها المستهلك السويدي.

تأثيرات غير متوقعة

النظام الجديد سيجعل من الصعب التنبؤ بأسعار الكهرباء، مما يضع تحديات جديدة أمام إدارة مخزون المياه في السدود الكهرومائية. هذا قد يؤدي إلى تذبذبات في الأسعار بشكل أكبر مما كان عليه الحال في النظام الحالي، ما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق.

النظام الجديد: وفقًا لقواعد الاتحاد الأوروبي

النظام الذي تستعد السويد لتطبيقه يعتمد على تشريعات الاتحاد الأوروبي، وهو مصمم لزيادة الكفاءة الاقتصادية والاجتماعية من خلال تحسين استخدام شبكات الكهرباء الحالية. بدلاً من حساب القدرة المتاحة بشكل منفصل عن حركة التجارة، سيتم حساب القدرة الفعلية بالتوازي مع حركة التجارة، ما سيؤدي إلى نقل كميات أكبر من الكهرباء عبر الشبكات نفسها.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع