ستوكهولم: في صباح بارد من أكتوبر عام 2004، شهدت مدينة لينشوبينغ (Linköping) جريمة مروعة، حيث قُتل طفل يبلغ من العمر 8 سنوات وامرأة تبلغ 56 عامًا طعنًا حتى الموت. ورغم جهود الشرطة الحثيثة، بقيت القضية مغلقة لمدة 16 عامًا دون الوصول إلى الجاني.
لكن في تحول درامي، تمكن بيتر شيلوند (Peter Sjölund)، الخبير في تحليل الحمض النووي وعلم الأنساب، من حل اللغز خلال 5 أسابيع فقط باستخدام تقنية الحمض النووي العائلي. هذا النجاح اللافت أصبح محورًا لمسلسل نتفليكس الوثائقي الجديد “Genombrottet” (الاختراق)، الذي يستعرض كيف يمكن للتقنيات الحديثة كشف غموض القضايا الباردة.
تقنية الحمض النووي العائلي: أداة حاسمة لكشف المجرمين؟
تعتمد هذه التقنية على تحليل الحمض النووي للبحث في سلالات عائلية أوسع، مما يمكن من تتبع أقارب الجناة المحتملين عبر قواعد بيانات علم الأنساب.
ورغم نجاحها في كشف قاتل لينشوبينغ، إلا أن استخدام هذه التقنية ظل محظورًا في السويد بسبب قوانين الخصوصية الصارمة.
لكن مع تزايد الضغط العام والحاجة لحل القضايا العالقة، يُتوقع أن يبدأ تطبيق قانون جديد في الصيف المقبل، مما قد يفتح الباب أمام استخدام هذه التكنولوجيا في التحقيقات الجنائية.
“يمكننا حل قضايا ظلت مغلقة لعقود”
في حديثه مع برنامج P3 Krim، أكد بيتر شيلوند على الإمكانات الهائلة لهذه الأداة:
“نستطيع حل قضية باردة ظلت غير محلولة لمدة 20 عامًا في يوم واحد فقط، وهذا النوع من الفرص يجب عدم تفويته.”
تأثير القانون الجديد على التحقيقات الجنائية
من المتوقع أن يُحدث القانون الجديد تحولًا كبيرًا في كيفية تعامل السلطات السويدية مع القضايا الجنائية، حيث يمكن استخدام الحمض النووي العائلي لتحديد المشتبه بهم في قضايا:
- القتل والجرائم الخطيرة.
- الجرائم الجنسية.
- حالات الاختفاء الغامضة.
الجدل حول الخصوصية
رغم الفوائد الواضحة لهذه التقنية، فإنها تثير جدلًا كبيرًا بشأن الخصوصية، حيث يرى البعض أن استخدامها ينتهك الحقوق الشخصية وقد يؤدي إلى اتهام خاطئ لأفراد أبرياء بسبب صلاتهم العائلية البعيدة.
خاتمة: هل يشهد السويد عصرًا جديدًا في التحقيقات الجنائية؟
بينما يترقب الشارع السويدي تطبيق القانون الجديد، تبقى التساؤلات قائمة: هل ستحدث هذه التقنية ثورة في كشف الجرائم؟ أم أن الجدل حول الخصوصية سيظل عائقًا أمام تطبيقها الكامل؟
المصدر: sverigesradio
