دال ميديا: تحولت دار شبابية أسسها مجرمون سابقون بهدف إبعاد الشباب عن عالم الجريمة، إلى مركز خفي لتجنيد المراهقين في العصابات الإجرامية، وفقًا للشرطة السويدية. والآن، يجد أحد مؤسسيها نفسه خلف القضبان، بعد أن تم توقيفه في إحدى أكبر قضايا المخدرات في السويد، والتي تورط فيها أيضًا زعيم العصابات إسماعيل عبده المعروف بـ “جوردغوبين” (الفراولة).
من إصلاح الشباب إلى تجارة المخدرات.. السقوط المدوي لأحد المؤسسين
المؤسسة التي تم إنشاؤها في مقاطعة فيستمانلاند على يد أفراد سبق أن قضوا عقوبات بالسجن، كانت في البداية تهدف إلى إبعاد المراهقين عن عالم الجريمة. لكن الشرطة رصدت أن الدار أصبحت ملتقى لمجرمين نشطين، حيث يُشتبه في أنها تستخدم لاستقطاب الشباب إلى الأنشطة الإجرامية.
وأحد مؤسسي الدار، وهو رجل سبق أن قضى عقوبة سجن طويلة بسبب جريمة عنف، ادعى أنه تخلى عن ماضيه الإجرامي، إلا أن التحقيقات الأخيرة أثبتت العكس. ففي يناير الماضي، تم اعتقاله بتهمة المشاركة في تهريب 1.3 طن من الكوكايين، بقيمة سوقية تتجاوز مليار كرونة سويدية، وهو أكبر ضبط مخدرات شهدته السويد.
زعيم العصابة “يوردغوبين” متورط في نفس القضية
إلى جانب مؤسس الدار الشبابية، تم أيضًا اصدار حكم اعتقال بحق إسماعيل عبده، المعروف بـ”يوردغوبين”، وهو أحد كبار زعماء العصابات غيابياً، حيث كان جزءًا من شبكة (فوكس تروت) قبل الانقسام الدموي الذي شهدته العصابة عام 2023.
“يبدو أن هذه القضية تربط عدة شبكات إجرامية متحالفة مع بعضها”، يقول المدعي العام دانييل يونسن، مشيرًا إلى أن التحقيقات ما زالت جارية لفهم مدى تعقيد القضية.
الشرطة: الدار كانت تحت المراقبة منذ افتتاحها
منذ إنشاء الدار، كانت الشرطة مشتبهة في أنشطة بعض مؤسسيها. حيث أكد تومي ألريكسون، رئيس الشرطة المحلية في غرب ماردالين، أنهم زاروا المكان عدة مرات بسبب تواجد مجرمين معروفين داخل المنشأة جنبًا إلى جنب مع الشباب.
“لقد زعم أحد المؤسسين أنه ترك الجريمة وراءه، ولكن الحقيقة أنه كان لا يزال نشطًا في عالم الجريمة”، يضيف ألريكسون.
تحذير للأهالي: “مكان غير آمن لأبنائكم”
ونتيجة لهذه المخاوف، نفذت السلطات حملة تفتيش مشتركة مع عدة جهات حكومية داخل الدار، حيث تبين وجود مشكلات تتعلق بسلامة المبنى ووسائل الحماية من الحرائق، فضلًا عن شبهات قوية حول استغلال الدار لاستقطاب الشباب إلى الجريمة.
“نعتبر هذا المكان خطرًا على الشباب، ونحذر من التواجد فيه، حيث يتم استغلاله لاستقطاب الجيل القادم من المجرمين”، صرح ألريكسون.
فضيحة تهز المجتمع.. هل كانت الدار غطاءً لأنشطة إجرامية منذ البداية؟
مع تزايد الأدلة ضد أحد مؤسسي الدار الشبابية، يبقى السؤال الأهم:
- هل كانت هذه الدار مجرد مشروع وهمي لإصلاح الشباب، بينما كانت في الواقع مركزًا للجريمة المنظمة؟
- هل هناك متورطون آخرون من داخل المنشأة لم يتم كشفهم بعد؟
- وكيف ستتعامل السلطات مع هذه الفضيحة لمنع تكرارها مستقبلاً؟
مع استمرار التحقيقات، تبدو هذه القضية واحدة من أكبر الفضائح التي تكشف كيف يتم التلاعب بالمبادرات الاجتماعية لتحقيق مكاسب إجرامية.
المصدر: tv4