دال ميديا: في تصريحات حادة أثارت جدلاً دبلوماسيًا جديدًا، وجّه نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس (JD Vance) انتقادات لاذعة إلى الدنماركخلال زيارته إلى جزيرة غرينلاند، واصفًا أداء كوبنهاغن في حماية الجزيرة وتطوير بنيتها التحتية الأمنية بأنه “غير كافٍ وغير مسؤول”.
فانس، الذي زار الجزيرة برفقة زوجته أوشا فانس، ألقى خطابًا من القاعدة العسكرية الأمريكية Pituffik (المعروفة سابقًا باسم قاعدة ثول)، حيث شدد على أهمية الدور الأمريكي في المنطقة القطبية الشمالية، في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة.
“يجب على الولايات المتحدة أن تقود في القطب الشمالي، لأننا نعلم أن الصين وروسيا لن تتأخرا في سد هذا الفراغ إذا لم نفعل ذلك”، قال فانس في خطابه.
انتقادات حادة للدنمارك: “الجزيرة أقل أمانًا من الماضي”
وفي لهجة غير مسبوقة لمسؤول أمريكي رفيع، صرّح نائب الرئيس بأن الدنمارك لم تقم بما يكفي لضمان أمن سكان غرينلاند ولا تطوير قدراتهم.
“القاعدة والمنطقة المحيطة بها أقل أمانًا اليوم مما كانت عليه قبل 30 أو 40 عامًا”، قال فانس، مضيفًا:
“أنتم لم تؤدوا عملكم جيدًا من أجل شعب غرينلاند، لقد تم تقليل الاستثمارات في السكان والبنية التحتية الأمنية… وهذا يجب أن يتغير”.
ردود غاضبة من غرينلاند: “تصرف غير محترم”
التصريحات أثارت ردود فعل سريعة من قيادات في الحكومة المحلية في غرينلاند، حيث وصف موتي بوروب إيده، رئيس الوزراء السابق والقائم بالأعمال الحالي، خطاب فانس بأنه:
“غير مقبول وغير محترم تجاه غرينلاند وشعبها”.
وأضاف:
“هذه ليست الطريقة التي يُعامل بها الشركاء في عالم اليوم.”
جدل حول الرحلة: تغييرات بسبب الخوف من الاحتجاجات
كان من المخطط أن تزور أوشا فانس العاصمة نوك (Nuuk) للمشاركة في فعاليات محلية من بينها سباق الزلاجات التي تجرها الكلاب، لكن الترتيبات تغيرت في اللحظات الأخيرة. وبدلاً من زيارة العاصمة، اقتصر البرنامج على زيارة القاعدة العسكرية فقط.
وقال رولف بورسيريد، محلل السياسة الخارجية في قناة TV4:
“من المحتمل أن الولايات المتحدة تراجعت عن زيارة العاصمة بسبب مخاوف من مظاهرات قوية كانت ستشكل إحراجًا دبلوماسيًا كبيرًا للإدارة الأمريكية.”
خلفية: رغبة أمريكية قديمة في السيطرة على غرينلاند
الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبّر أكثر من مرة عن رغبته في شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك، ما أثار في حينه موجة من السخرية والرفض، لكن يبدو أن الاهتمام الاستراتيجي الأمريكي بالجزيرة لم يتراجع، بل تصاعد في ظل الصراع الجيوسياسي المتنامي في القطب الشمالي.
