دال ميديا: في مشهد يكشف عن وجه خطير لصناعة الموسيقى، تتصاعد حاليًا في ستوكهولم حرب مفتوحة بين عصابات إجرامية، لا تقتصر على السلاح والرصاص فحسب، بل تمتد إلى أغاني الراب والمقاطع المصوّرة التي تنشر على يوتيوب وسبوتيفاي وتُشاهَد بملايين المرات، بحسب تقرير نشره التلفزيون السويدي SVT.
التحقيقات الجارية تُشير إلى أن أغاني راب مرتبطة بأفراد من هذه العصابات قد تكون لعبت دورًا في إشعال فتيل الجريمة التي راح ضحيتها فتى يبلغ من العمر 16 عامًا في منطقة فروأنغن في 2 مارس.
“كلا الطرفين لديهما مغنون يحرّضون على بعضهم البعض في أغانيهم”، يقول الصحفي ديامانت ساليهو من برنامج “أوبدراغ غرانسكنينغ” على SVT.
كلمات تمجد العنف… وتهدد الأقارب
تشمل الأغاني والمقاطع المصورة تهديدات مباشرة، وسخرية من ضحايا قتل، وتمجيد لعمليات إطلاق نار. بل وتم ذكر أقارب الضحايا بالاسم، والتفاخر بقتلهم. في إحدى الأغاني، يتفاخر أحد المغنين بإطلاق النار على والد أحد المنافسين.
“هناك آباء مهددون بالقتل فقط لأن أبناءهم جزء من هذا المشهد”، يحذر ساليهو.
الأغاني تم بثها أكثر من 3 ملايين مرة عبر منصّات شهيرة مثل Spotify وYouTube، التي قالت إنها راجعت المحتوى ولم تجد أنه يخالف سياستها.
سبوتيفاي ويوتيوب: لا خرق للقواعد
رغم ما تحمله هذه الأغاني من رسائل تحريضية وعنيفة، ترفض كل من يوتيوب وسبوتيفاي تحميل المسؤولية على خدماتها.
-
YouTube اكتفت بتصريح مكتوب أكدت فيه أن لديها “سياسات صارمة ضد العنف”، لكن الفيديوهات “لا تنتهك قواعدها”.
-
Spotify من جانبها كتبت: “بعد مراجعة دقيقة، تأكدنا من أن هذه الأغاني لا تخالف إرشاداتنا”، رغم احتوائها على عبارات تهديد وسخرية من ضحايا القتل.
شركات توزيع في الواجهة… والروابط الإجرامية واضحة
شركة التوزيع السويدية Amuse، المسؤولة عن إيصال هذه الأغاني إلى المنصات، أكدت في بيان أنها تتبع القوانين وإرشادات المنصات، لكنها أضافت أنها “لا يمكنها فحص الخلفيات الشخصية لكل فنان”.
المثير أن بعض الفنانين يعلنون أسمائهم كـ”شركات تسجيل” خاصة بهم، ويذكرون الانتماء إلى تنظيمات إجرامية ضمن بيانات حقوق النشر والتصميمات الغلافية.
ورغم تصاعد القلق من تحول الموسيقى إلى أداة للتحريض والانتقام بين العصابات، لا تزال شركات التوزيع والمنصات العالمية تفتقر إلى آلية رقابة فعالة أو تحمّل حقيقي للمسؤولية.