دال ميديا: في تطور مقلق، كشفت تقارير صحفية أن ما يُعرف بـ”نوادي القتال” اليمينية المتطرفة أو ما يُطلق عليها “Active Clubs” بدأت تنتشر في عدة مناطق داخل السويد، مستهدفة المراهقين والشباب عبر رسائل مموّهة تجمع بين اللياقة البدنية، الرحلات الترفيهية والأيديولوجيا النازية، بحسب ما نشرته قناة tv4.
وبحسب منظمة “إكسبو” (Expo) المختصة بمراقبة الحركات المتطرفة، فإن هذه النوادي التي ظهرت في السنوات الأخيرة تأسست من قبل منشقين شباب عن حركة “المقاومة الشمالية النازية” (NMR)، مستلهمين نشاطهم من مجموعات مماثلة ظهرت في الولايات المتحدة.
بين التدريبات القتالية والسياحة القومية
تجمع هذه النوادي بين التدريب على القتال اليدوي والتنقل بين العواصم الأوروبية للمشاركة في مسيرات يمينية متطرفة، بالإضافة إلى زيارات “ثقافية” للمواقع التاريخية المرتبطة بالإرث القومي المتطرف.
ويقول الباحث في “إكسبو”، جوناثان ليمان، إن هذه النوادي تستهدف فئة الشباب التائهين الذين يبحثون عن هوية وانتماء، وتمنحهم “عرضًا بسيطًا وجذابًا: كن قويًا، قاتل، وكن جزءًا من مشروع أكبر”.
شبكات دولية وروابط خطيرة
خلال العام الماضي، سافر أعضاء “Active Club Sweden” (AKS) إلى دول مثل إيطاليا، فرنسا، بولندا واليونان، حيث شاركوا في تدريبات قتال ومظاهرات يمينية بالتنسيق مع مجموعات دولية. وأُنتجت مقاطع فيديو دعائية تُبث عبر تيك توك وتليغرام لترويج نشاطاتهم واستقطاب مزيد من الأعضاء.
وأشار ليمان إلى أن نوادي القتال تُظهر نفسها كتنظيم رياضي اجتماعي، لكنها تخفي تحت هذا الغطاء أيديولوجيا نازية متطرفة وأجندة عنف ممنهجة، مضيفًا أن بعض هذه المجموعات تربطها صلات مباشرة بعصابات مشاغبي الملاعب (الهوليغانز) ومليشيات متطرفة مثل “Pedohunting Sweden”.
فكر انقلاب ومحتوى تحريضي عنيف
ورغم أن AKS تُخفي رموزها النازية بشكل أكثر من حركة NMR، إلا أن تحقيق “إكسبو” يؤكد أن الخطاب الأيديولوجي لا يختلف، بل يُدار بشكل أكثر تسويقًا وخطورة.
ويتابع ليمان:
“تظهر رسائل داخلية ومحادثات في منصاتهم كيف يتحدثون عن اليوم الذي يعلقون فيه السياسيين على أعمدة الإنارة، وعن إبادة المعارضين السياسيين وتطهير المجتمع من غير البيض.“
انتشار متزايد… وخطر قادم
تم تأسيس “Active Club Sweden” رسميًا عام 2023 على يد شباب من مواليد الألفينات، وتضم حاليًا ما بين 50 إلى 70 عضوًا في عدة مناطق سويدية، وسط محاولات مستمرة لتوسيع نطاقها، وإن لم تنجح جميعها حتى الآن.
لكن الخبراء يُحذرون من أن وتيرة الاستقطاب تزداد خاصة بين طلاب المدارس الإعدادية والثانوية، بفضل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والترويج لرسائل “تحسين الذات” و”القوة القتالية”.
يقول ليمان:
“أعتقد أن هذا النموذج سيبقى جذابًا لسنوات قادمة، وسيستمر في جذب شباب يشعرون بالتهميش أو يبحثون عن معنى لهويتهم… وهو ما يجعل من AKS عاملًا مؤثرًا في مستقبل اليمين المتطرف في السويد.“