اتهمت تركيا حزب العمال الكردستاني (PKK) بتنفيذ الهجوم المشتبه به خارج أنقرة يوم الأربعاء، والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة العديد بجروح. وفي أعقاب الهجوم، أعلنت تركيا عن تنفيذ غارات جوية ضد أهداف تعتبرها إرهابية في شمال العراق وسوريا، حيث أكدت وزارة الدفاع التركية في بيان لها: “تم تنفيذ غارات جوية ضد أهداف إرهابية في شمال العراق وسوريا وتم تدمير 32 هدفاً. وستستمر عملياتنا الجوية بحزم”.
اتهامات سريعة ولكن الأدلة غير واضحة
في حديثه لقناة tv4، أعرب الخبير في الشؤون التركية بول ليفين عن اعتقاده بأن الاتهامات الموجهة ضد حزب العمال الكردستاني قد تكون سابقة لأوانها. وأوضح ليفين قائلاً: “من المعتاد أن توجه الحكومة التركية أصابع الاتهام نحو حزب العمال الكردستاني، وهو ما أصبح تقريباً غريزة لدى الحكومة عند وقوع هجمات. ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه الاتهامات صحيحة دائماً”.
وأشار ليفين إلى أن هناك العديد من الفاعلين، سواء داخل تركيا أو خارجها، الذين قد يكونون وراء مثل هذه الهجمات، مشدداً على ضرورة انتظار المزيد من التحقيقات قبل توجيه الاتهامات. وأوضح أن “حزب العمال الكردستاني عادةً ما يتبنى المسؤولية عن الهجمات التي ينفذها، على الرغم من أن ذلك لا يحدث دائماً”.
تفاصيل الهجوم وملابساته
وقع الهجوم بالقرب من مقر شركة “الصناعات التركية الفضائية” (TAI) المملوكة للدولة، والمتخصصة في تصنيع الطائرات والطائرات العسكرية والطائرات المسيرة. ووفقًا للتقارير الإعلامية التركية، نفذ الهجوم شخصان قدما إلى الموقع باستخدام سيارة أجرة خلال تبديل نوبات الحراسة. وبحسب المعلومات المتاحة، قام أحدهما بتفجير قنبلة، بينما بدأ الآخر بإطلاق النار باستخدام أسلحة أوتوماتيكية.
وتداولت العديد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر لحظات من الانفجار وإطلاق النار، ما أثار اهتمامًا كبيرًا في الإعلام التركي والدولي.
بول ليفين وصف الهجوم بقوله: “نعلم أن هناك شخصين، رجل وامرأة، حاولا اقتحام موقع شركة تركية مهمة مرتبطة بالدولة، حيث وقعت انفجار ثم تبعه إطلاق نار. ويبدو أن القتلى الخمسة بينهم المهاجمان”.
التوقعات المقبلة: تصعيد عسكري محتمل
يتوقع الخبراء أن ترد تركيا على الهجوم بعمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا. ويشير ليفين إلى أن “تركيا لديها سجل في الرد العسكري على هجمات مشابهة، حيث تتواجد قواتها بالفعل في العراق وتستهدف مواقع حزب العمال الكردستاني هناك. وفي بعض الأحيان، تستهدف أيضًا حلفاء حزب العمال الكردستاني في سوريا”.
وتبقى التساؤلات حول الجهة المسؤولة عن الهجوم بدون إجابة حاسمة حتى الآن، مما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.
المصدر: tv4