دال ميديا: مساء أمس الأربعاء، تعطّلت واحدة من أكثر الخدمات الإلكترونية حيوية في السويد، Bank-id، ما أدى إلى شلل رقمي مفاجئ شمل آلاف المستخدمين الذين لم يستطيعوا الدخول إلى 1177، أو إجراء تحويلات عبر Swish، أو ببساطة إثبات أنهم… هم.
وبينما كانت الرسائل تتساقط على شاشات الهواتف معلنة وجود “مشكلة تقنية”، كانت هناك معركة من نوع آخر تدور خلف الكواليس، بحسب ما كشفه خبير الأمن السيبراني أندريه كاتري، الذي لم يتردد لحظة في توجيه أصابع الاتهام نحو الكرملين.
قال كاتري بصراحة نادرة:
“أضع أموالي على روسيا. لا أرى سببًا للاعتقاد بشيء آخر، إلى أن يثبت العكس.”
شركة Bank-id أكدت أن العطل كان نتيجة هجوم إلكتروني من نوع DDoS (هجوم حجب الخدمة)، لكنه لم تُحدّد الجهة المنفّذة. أما كاتري، فاستند في تحليله إلى التجارب السابقة وما يُعرف في أوساط الأمن السويدي بـ”الترويكا المشتبه بها دائمًا”:
روسيا، الصين، وإيران.
وأضاف بنبرة تجمع بين الواقعية والتهكم:
“غالبًا إيران عندما يكون الموضوع مرتبطًا بالإسلاموية، الصين تفضل سرقة البيانات، أما الفوضى والإرباك… فهذه توقيع روسي أصيل.”
لكن ما الغرض من هذه الهجمات؟
وفقًا لنظرية كاتري، لم تعد الهجمات لأجل الابتزاز المالي فقط، بل أصبحت تستخدم لزرع الشك وعدم الثقة داخل المجتمع. وقال:
“الهدف خلق انقسام داخلي، وجعل الناس يفقدون ثقتهم في النظام، ليبتعدوا عن التفكير في الأخطار الخارجية مثل روسيا نفسها.”
وما زاد الشكوك أكثر هو أن السويديين المقيمين خارج البلاد كانوا لا يزالون يعانون من صعوبات في الوصول إلى الخدمة صباح الخميس، ما يعزز احتمال أن يكون العطل نتيجة استبعاد متعمد لحركة المرور القادمة من الخارج، بحسب تحليلات كاتري.
في تصريح لوكالة TT، أوضحت شارلوتا باتاكي من قسم الإعلام في Bank-id أن مثل هذه الهجمات باتت مألوفة، وأضافت:
“البنية التحتية الرقمية السويدية تتعرض لهجمات بشكل متكرر.”
لكن كاتري يعتقد أن الهجوم لم يكن مجرد مصادفة رقمية عابرة، بل جزء من استراتيجية منظمة لزعزعة استقرار المجتمع السويدي. وقال:
“بعض هذه الهجمات انتهازية تمامًا – تجد ثغرة وتستغلها. ليس الغرض السيطرة أو الربح، بل فقط زراعة الفوضى.”
ورغم تأكيده أنه لا يستطيع الجزم بنسبة 100% بأن روسيا خلف الهجوم، إلا أن تحليله كان قاطعًا:
“إنها تخمينات مبنية على خبرة، وأكرر: أراهن على روسيا حتى يثبت العكس.”
وبينما لا يزال البعض غير قادر على استخدام Bank-id، يبقى السؤال الأكبر معلقًا في الهواء:
متى ستكون الهجمة التالية… وهل سنتمكن من تسجيل الدخول لمعرفة ذلك؟
المصدر: TV4