تعتبر الصداقات طويلة الأمد ذات روابط عميقة ومتعددة، ولكن أحيانًا ما تتحول إلى علاقات معقدة أو غير صحية، وقد يكون من الصعب إدراك الوقت المناسب للتراجع. قد يشعر البعض بالحرج أو الذنب عند التفكير في إنهاء صداقة طويلة، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن الصداقة تتطلب الاحترام المتبادل والتفاهم، وأحيانًا يأتي وقت يستدعي الابتعاد.
متى يجب أن تنتهي الصداقة؟
بحسب موقع Personal Branding Blog، فإن الصداقة ليست مفهومًا ثابتًا يناسب الجميع، فهي تتطلب جهدًا وتضحية. قد تنشأ الحاجة لإنهاء بعض الصداقات رغم محاولات الإصلاح، بسبب اختلافات شاسعة في الاهتمامات أو تغير في القيم.
وفيما يلي أبرز العلامات التي يذكرها علم النفس والتي تدل على أن الوقت قد حان لإنهاء الصداقة:
- الافتقار إلى الاحترام المتبادل
يعتبر الاحترام أساس أي علاقة، وعندما يبدأ بالانهيار، يصبح واضحًا أن هناك خطبًا ما. قد يظهر ذلك من خلال تجاهل الصديق لآراء أو مشاعر الآخر، أو التقليل من شأنه، أو السخرية منه أمام الآخرين. يذكر علم النفس أن غياب الاحترام يخلق مشاعر استياء تؤدي في النهاية إلى علاقة غير صحية. - الشعور بالراحة بعيدًا عنهم
الهدف من الصداقة هو جلب الفرح، ولكن إذا كان الشخص يشعر بالارتياح عند عدم وجود صديقه، فقد يكون ذلك علامة على انتهاء الصداقة. قد يكون التخلي عن لقاءات مع هذا الصديق أو الشعور بالخفة عند عدم وجوده دليلًا على عدم نجاح العلاقة. - الصداقة من جانب واحد
المعاملة بالمثل ضرورية في الصداقة. إذا وجد الشخص نفسه الوحيد الذي يبذل الجهد للتواصل وتقديم الدعم دون رد من الطرف الآخر، فقد تكون الصداقة مرهقة. وفي مثل هذه الحالات، يوصى بتقييم العلاقة للحفاظ على الذات وتجنب الاستنزاف العاطفي. - كسر الثقة
تُعتبر الثقة بمثابة الغراء الذي يجمع أطراف الصداقة، وبمجرد كسرها يصبح من الصعب إعادة بنائها. يمكن التسامح مع الأخطاء، لكن الخيانة المتكررة تعتبر نمطًا سلوكيًا وليس مجرد زلات. عندما تكون الثقة مفقودة بشكل دائم، فإن العلاقة تصبح عرضة للانهيار. - التباعد مع مرور الوقت
تتغير اهتمامات وقيم الأصدقاء بمرور الزمن. لا يعني هذا بالضرورة وجود خطأ لدى أحد الأطراف، بل قد يكون مؤشرًا طبيعيًا على نمو شخصي مختلف، ويستدعي التقبل والابتعاد بسلام. - عدم الاحتفاء بالنجاحات
الصديق الحقيقي يشاركك فرحك كما يحزن لأجلك في الأوقات الصعبة. لكن إذا كان الصديق يتجنب الاحتفال بنجاحاتك، أو يقلل من شأن إنجازاتك، فقد يكون من الأفضل التخلي عن هذه الصداقة. - تجاوز الحدود
تعد الحدود الصحية عنصرًا أساسيًا في الصداقة، إذ يتوقع الفرد أن يحترمها الآخرون. تجاوز هذه الحدود بشكل متكرر، حتى بعد توضيحها، يعكس عدم احترام للصداقة وللفرد نفسه. - الاستماع إلى الحدس
أحيانًا، يكشف الحدس عن مشاعر خفية تجاه الصديق. ربما لا يمكن تفسير السبب بدقة، لكنه شعور بعدم الارتياح أو الإحساس بأن شيئًا ما ليس صحيحًا. وفي حال استمر هذا الشعور رغم المحاولات المتكررة للحل، فقد يكون من الحكمة الاستماع إليه والانتباه لإمكانية إنهاء العلاقة.
متى ينبغي التصرف؟
يؤكد الخبراء أن الصداقة الصحية تتطلب الانفتاح على النقاش وحل المشكلات، ولكن في حال استمرار المشاعر السلبية على الرغم من الجهود، فإن الوقت قد حان للتفكير بجدية في إنهاء العلاقة.