هل نعيش آخر أيام العمر الطويل؟ العلماء يحذرون: عصر الشيخوخة المبكرة قد بدأ!

الشيخوخة تطرق الأبواب باكراً.

دال ميديا: بعد قرون من التقدّم في معدلات الحياة، تشير أحدث التحذيرات العلمية إلى أن العالم يواجه خطر انعكاس مسار متوسط العمر المتوقع نتيجة لتفاقم التلوث البيئي. وبينما وصلت متوسطات العمر في السويد إلى ما يقارب 84 عامًا، يرى خبراء الصحة أن استمرار التدهور البيئي قد يؤدي إلى تراجع حاد في صحة الإنسان وعمره.

من التقدّم إلى التهديد: هل بلغنا ذروة الحياة الصحية؟

يقول البروفيسور بيتر ستينفينكل، أستاذ الطب في معهد كارولينسكا، في تصريحات لقناة TV4، إن الإنسان المعاصر يعيش ضعف عمر أسلافه بفضل التطورات الطبية والمعيشية. ولكن هذا المسار الإيجابي قد يتغير قريبًا بفعل الملوثات البيئية والمواد الصناعية التي باتت تتغلغل في طعامنا وهوائنا ومياهنا.

“إذا استمرت التأثيرات البيئية على ما هي عليه اليوم، فلن يكون أمامنا سوى سيناريو واحد: تدهور الصحة وتراجع متوسط العمر”.

الميكروبلاستيك: خطر خفي يتسلل إلى خلايانا

واحدة من أبرز المخاطر البيئية التي سلط عليها ستينفينكل الضوء هي جزيئات البلاستيك الدقيقة (الميكروبلاستيك)، والتي توجد الآن في معظم المواد الغذائية المعلبة وفي الأسماك والمياه، بل وحتى في الأدوات المنزلية.

“الميكروبلاستيك يسرّع عملية الشيخوخة البيولوجية ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب”، يوضح ستينفينكل.

وأوضح أن هذه الجزيئات تتجمع في كريات الدم البيضاء وتترسب في الأوعية الدموية المتصلبة، ما يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. كما أشار إلى أن معظم الأطعمة الحديثة، خصوصًا المعالجة صناعياً، تحتوي على مركبات سامة تضر بالكلى وتزيد من التهابات الجسم.

الوباء أوقف الزخم – والبيئة قد تعكس المسار

أظهرت بيانات من الولايات المتحدة وإنجلترا أن معدل الزيادة في متوسط العمر توقّف خلال جائحة كوفيد-19، والآن يخشى العلماء من أن تتجه المؤشرات نحو الانخفاض مع استمرار التدهور البيئي.

ويحذّر ستينفينكل من أن الاحترار المناخي سيساهم في تفشي أمراض معدية جديدة وزيادة حالات الالتهاب الرئوي، مما سيُثقل كاهل أنظمة الصحة العامة حول العالم.

هل يمكننا التصدي للانحدار الصحي؟

رغم الصورة القاتمة، يشدد الخبراء على أن هناك خطوات فردية ومجتمعية يمكن اتخاذها لتقليل المخاطر. في مقدمتها التحول إلى نمط حياة صحي ونظام غذائي نباتي، حيث تُظهر الأبحاث أن الغذاء النباتي يحمي الخلايا، ويقلل الالتهابات، ويحسّن صحة الجهاز الهضمي.

“الغذاء النباتي ليس مفيدًا فقط للإنسان، بل أيضًا للبيئة. إنه ربح مزدوج”، يقول ستينفينكل.

رسالة للمجتمعات: الحلول بأيدينا

في ختام حديثه، يشدد ستينفينكل على أهمية وعي الناس بخطورة استمرار نمط الحياة الصناعي:

“المستقبل ليس محتوماً، ويمكننا تغيير المسار إذا أعدنا النظر في أنماط استهلاكنا وسلوكنا الغذائي. الصحة والعمر لا تحددهما الجينات فقط، بل البيئة التي نعيش فيها أيضًا”.

المزيد من المواضيع