دال ميديا: في اتصال هاتفي استمر لأكثر من ساعة ونصف، بحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء، سلسلة من القضايا الدولية الساخنة، في خطوة اعتبرها مراقبون تحولًا مهمًا في مسار العلاقات الثنائية بين واشنطن وموسكو، وتحديدًا في ملف الحرب الدائرة في أوكرانيا.
البيت الأبيض: اتفاق على وقف إطلاق النار وبداية لمسار سلام شامل
ووفق بيان رسمي صدر عن البيت الأبيض، فقد شدد الرئيسان على “ضرورة تحقيق السلام وإنهاء الحرب في أوكرانيا عبر وقف دائم لإطلاق النار”. وأكد البيان أن الطرفين اعتبرا أن “الأموال والدماء التي أُهدرت في هذه الحرب كان ينبغي توجيهها لخدمة الشعوب وليس لصراع عبثي كان يجب أن يُمنع منذ البداية”.
وأوضح البيان أن خارطة الطريق نحو السلام ستبدأ بـ:
- وقف استهداف البنية التحتية للطاقة
- إطلاق مفاوضات فنية لوقف إطلاق النار في البحر الأسود
- مفاوضات شاملة لوقف إطلاق النار الكامل تمهيدًا لسلام دائم
وأشار البيت الأبيض إلى أن هذه المفاوضات ستبدأ “فورًا في منطقة الشرق الأوسط” كموقع محايد للحوار بين الأطراف.
وفي سياق أوسع، ناقش الزعيمان إمكانيات التعاون الثنائي في الشرق الأوسط لتفادي أزمات مستقبلية، إضافة إلى أهمية وقف انتشار الأسلحة الاستراتيجية، حيث تم الاتفاق على العمل المشترك لضمان تفعيل أوسع للمعاهدات ذات الصلة.
كما أشار البيان إلى أن الطرفين أعربا عن رفضهما لامتلاك إيران قدرات تهدد أمن إسرائيل، في رسالة واضحة بشأن الملف النووي الإيراني.
الكرملين يؤكد: التزام روسي بالمبادرة وتبادل أسرى قريب
من جهته، أصدر الكرملين بيانًا أكد فيه أن الرئيس بوتين أبدى دعمه الكامل لمبادرة نظيره الأميركي بشأن هدنة تستمر 30 يومًا تتضمن وقف استهداف منشآت الطاقة بين روسيا وأوكرانيا، وقد أعطى توجيهاته للجيش الروسي بالالتزام بها.
وأشار بوتين إلى صعوبات محتملة تتعلق بعدم جاهزية الجانب الأوكراني للتفاوض، لكنه أعاد تأكيد استعداد موسكو للسلام.
كما أعلن بوتين عن عملية تبادل أسرى مرتقبة في 19 مارس الجاري، تشمل 175 أسيرًا من كل جانب، بالإضافة إلى مبادرة إنسانية من موسكو لتسليم 23 جنديًا أوكرانيًا مصابًا بجروح خطيرة كـ”بادرة حسن نية”.
وأكد الكرملين أن الطرفين اتفقا على تشكيل فرق خبراء مشتركة لمتابعة تسوية الأزمة الأوكرانية، وكذلك بدء مفاوضات لصياغة خطة شاملة لحماية أمن الملاحة في البحر الأسود.
ملفات التعاون والتقارب السياسي والرياضي
وفي دلالة على رغبة الجانبين في تجاوز التوترات السابقة، اتفق الرئيسان على أهمية تطبيع العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا، انطلاقًا من مسؤوليتهما المشتركة في حفظ الاستقرار العالمي.
وفي لفتة غير تقليدية، بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الشعبية والثقافية، حيث اقترح بوتين تنظيم مباريات مشتركة بين دوري الهوكي الأميركي (NHL) والدوري الروسي (KHL)، وهو ما لقي ترحيبًا من الرئيس ترامب، كخطوة رمزية لتعزيز التفاهم بين شعبي البلدين.