دال ميديا: في لحظة تختزل تحوّلات الزمن الرقمي، ودّع العالم واحداً من أبرز رموزه البصرية: شعار الطائر الأزرق الشهير لتويتر، الذي لطالما مثّل حرية التعبير والتغريدات العابرة للقارات، تم بيعه في مزاد علني مقابل 34,375 دولارًا، بعد أن أُزيل من المقر الرئيسي السابق للشركة في سان فرانسيسكو.
هذا الطائر، الذي لم يكن مجرد رمز، بل تجسيدٌ لهوية كاملة، يُعرف باسم “لاري” – تيمنًا بنجم كرة السلة لاري بيرد من فريق بوسطن سيلتكس. وقد بلغ وزنه قرابة 254 كيلوغرامًا، بطول 3.7 متر وعرض 2.7 متر، ليغدو قطعة ضخمة من ذاكرة الإنترنت تُطوى اليوم بهدوء تحت مطرقة المزاد.
دار المزادات الأمريكية المتخصصة في “النوادر الثمينة” RR Auction أعلنت عن بيع الشعار دون أن تكشف هوية المشتري، مكتفية بالإشارة إلى أن “القطع التاريخية الرقمية” باتت اليوم وجهة جديدة لهواة الاقتناء والأثرياء.
لكن بيع “لاري” لم يكن الحدث الوحيد. فمنذ أن استحوذ إيلون ماسك على تويتر وأعاد تسميتها إلى “X”، تغيّرت الملامح وتبعثرت الرموز. سبق لماسك أن طرح في مزادات علنية عشرات من مقتنيات تويتر، من لافتات ومعدات مطبخ، إلى أثاث المكاتب، وكأنّه يعلن نهاية حقبة كاملة بأسلوبه الاستفزازي المعتاد.
ويأتي هذا الحدث بينما يشهد تقييم الشركة انحدارًا حادًا بلغ 72% منذ استحواذ ماسك، وفقًا لتقديرات شركة Fidelity، ما يفتح أبواب الأسئلة حول مستقبل “X” بعد أن أطاحت بالتغريدة ورمزها الطائر.
الجدير بالذكر أن تويتر ليست وحدها في هذا التوجه؛ فقد سبقتها شركات تكنولوجية أخرى في بيع مقتنياتها كقطع نادرة. فقد بيع حاسوب Apple 1 الشهير مقابل 375 ألف دولار، وشيك قديم من Apple Computer Co موقع من ستيف جوبز يعود لعام 1976 بمبلغ 112,054 دولارًا، في حين بيع آيفون من الجيل الأول لا يزال مختومًا في عبوته الأصلية مقابل 87,514 دولارًا.
هي ليست مجرد أشياء تُباع، بل شظايا من تاريخ التكنولوجيا تُعرض للبيع… ومن كان يظن أن طائراً صغيراً كان يُغرّد على الشاشة، سينتهي به المطاف كقطعة نادرة على رف أحد الأثرياء؟