في خطوة تهدف إلى تسهيل حركة المرور في منطقة إنزال الركاب، أدخل مطار دونيدن في نيوزيلندا قاعدة جديدة تحدد مدة العناق أثناء الوداع بثلاث دقائق فقط. من الآن فصاعداً، يُطلب من الأشخاص الذين يرغبون في عناق أطول الانتقال إلى منطقة مواقف السيارات.
قواعد جديدة لعناق الوداع: 3 دقائق كحد أقصى
وضعت إدارة مطار دونيدن في الجزيرة الجنوبية من نيوزيلندا لافتة جديدة في منطقة إنزال الركاب (drop-off zone)، تنص على أن مدة العناق القصوى المسموح بها هي ثلاث دقائق. هذه الخطوة تأتي كجزء من مبادرة أوسع لتعزيز سلامة الركاب وضمان سير حركة المرور بسلاسة في هذه المنطقة المزدحمة.
توضح اللافتة أن أي وداع يمتد لفترة أطول يجب أن يتم في منطقة مواقف السيارات، حيث يمكن للأقارب والأصدقاء أخذ وقتهم دون التأثير على حركة المرور.
ردود فعل متباينة: “غير إنساني” أم “خطوة تنظيمية”؟
تسبب القرار في انقسام في الآراء بين المسافرين والزوار. فبينما يرى البعض أن القاعدة مفيدة لأنها تمنع الزحام في منطقة الإنزال وتساعد في تنظيم حركة السيارات، يصف آخرون القرار بأنه “غير إنساني”، معتبرين أن ثلاث دقائق غير كافية لتوديع أحبائهم بشكل لائق.
يقول أحد مستخدمي “فيسبوك” في تعليق له: “لا يمكنك وضع حد زمني للعناق”، بينما يشير البعض إلى أن ثلاث دقائق قد تكون كافية في بعض الحالات، لكنها لا تناسب الجميع، خاصةً عندما يتعلق الأمر بتوديع العائلة الكبيرة أو الأحباء.
العلم والحميمية: لماذا نحتاج إلى عناق أطول؟
أشارت آنا برولين في تعليقها على القاعدة إلى أن هناك جانبًا علميًا يجب مراعاته، إذ تستغرق عملية إفراز هرمون الأوكسيتوسين – هرمون “السعادة” الذي يعزز من الشعور بالارتباط والراحة – حوالي سبع ثوانٍ من الاتصال الجسدي. ولذلك، توصي بالعناق لفترة لا تقل عن سبع ثوانٍ لتحقيق الفائدة العاطفية.
ورغم أن بعض المسافرين يجدون في ثلاث دقائق وقتاً كافياً، إلا أن آخرين يرون في القاعدة تشديدًا غير مبرر، معتبرين أن الوقت المطلوب لعناق الوداع يمكن أن يختلف من شخص لآخر.
هل تنجح القاعدة في تحقيق أهدافها؟
يؤكد مؤيدو القاعدة أنها تساعد في الحفاظ على سلاسة حركة المرور في منطقة الإنزال، مما يسهم في تجنب الازدحام ويجعل تجربة السفر أكثر راحة. بينما يعتبرها البعض الآخر تدخلاً في العلاقات الإنسانية البسيطة مثل العناق.
ورغم الجدل، يبدو أن القاعدة الجديدة ستستمر في التطبيق، مع توفير خيار الانتقال إلى مواقف السيارات لمن يرغبون في قضاء وقت أطول في وداع أحبائهم. السؤال يبقى: هل يمكن فعلاً تنظيم عاطفة إنسانية مثل العناق بقواعد زمنية محددة؟
المصدر: tv4
