دال ميديا: مع انتهاء احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة، يواجه العديد من الأسر في السويد بداية عام مالية صعبة، وهو ما دفع خبراء الاقتصاد إلى تقديم إرشادات وتوصيات مهمة للمساعدة في تجاوز هذه الفترة دون ضغوط مالية خانقة. شهر يناير، الذي يُعرف في السويد بـأفقر شهور السنة، يمثل تحديًا ماليًا للعديد من الأسر، حيث تتأخر الرواتب ويطول الانتظار لغاية تلقي الدخل القادم.
بحسب أميريكو فيرنانديز، الخبير المالي في بنك SEB، فإن المبدأ الأساسي في هذه الفترة هو الالتزام بمفهوم “القليل يصنع الفرق”، أي أن مراقبة النفقات اليومية الصغيرة قد تُحدث تأثيرًا كبيرًا على الميزانية الشهرية. وأوضح أن التحكم في المصاريف يبدأ من تجنب الإنفاق على السلع غير الأساسية مثل الملابس الجديدة أو الأدوات المنزلية، والتركيز على الضروريات فقط.
بدوره، أكد أرتورو أركيس، الخبير المالي في Swedbank، على أهمية تجنب النفقات التافهة مثل شراء القهوة الجاهزة يوميًا، مشيرًا إلى أن هذه العادات قد تبدو بسيطة، لكنها عند جمعها تتحول إلى مبلغ كبير شهريًا، يمكن أن يؤثر على الاستقرار المالي للأسرة.
الادخار بحكمة والابتعاد عن الديون
بالإضافة إلى مراقبة الإنفاق، شدد الخبراء على أهمية استخدام المدخرات بحكمة، مشيرين إلى أن يناير هو الوقت المناسب للاستفادة من الأموال المخصصة لحالات الطوارئ، بدلاً من اللجوء إلى القروض الاستهلاكية أو بطاقات الائتمان.
وأوضح فيرنانديز أن بعض الأشخاص يلجأون للاقتراض السريع لمواجهة نفقات الشهر، لكن هذه الخطوة قد تؤدي إلى أعباء طويلة الأمد بسبب الفوائد المرتفعة، والتي قد تمتد آثارها إلى باقي العام.
لذا، ينصح الخبراء بمحاولة تقليل الحاجة للاقتراض من خلال:
- تجنب القروض قصيرة الأجل.
- استخدام المدخرات المتاحة بحكمة.
- إعادة النظر في المصاريف غير الضرورية مثل الاشتراكات غير المستخدمة أو الوجبات السريعة.
حلول ذكية لتقليل الضغط المالي
ومن الحلول المبتكرة التي طرحها الخبراء خلال هذه الفترة:
- الاعتماد على الطعام المنزلي: تحضير وجبات الغداء في المنزل بدلًا من شراء الطعام الجاهز، مما قد يوفر آلاف الكرونات شهريًا.
- بيع الممتلكات غير المستخدمة: مثل الملابس القديمة أو الأجهزة المنزلية عبر منصات البيع المستعملة، ما يمكن أن يساهم في توفير دخل إضافي.
بوادر تحسن اقتصادي في الأفق لعام 2025
ورغم الصعوبات المالية الحالية، يتوقع الخبراء أن يشهد عام 2025 تحسنًا اقتصاديًا تدريجيًا، مع مؤشرات مشجعة، أبرزها:
- ارتفاع الأجور بالتزامن مع انخفاض التضخم، مما يزيد القوة الشرائية للمواطنين.
- تخفيض الضرائب الذي بدأ سريانه منذ يناير الجاري، مما يتيح زيادة صافي الدخل الشهري للأسر.
- توقعات بخفض أسعار الفائدة خلال الربع الأول من العام، وفق تقديرات البنك المركزي السويدي (Riksbanken)، حيث قد تنخفض إلى 2.25%، بينما توقعت بعض البنوك الكبرى أن تصل إلى 1.75% بحلول الصيف.
ماذا لو واجهت صعوبات مالية حادة؟
للمتضررين ماليًا، مثل العاطلين عن العمل أو أولئك الذين يعانون من إجازات مرضية طويلة، يوصي خبراء الاقتصاد بالنظر في خيارات مثل تأجيل سداد قروض الرهن العقاري (Amorteringsanstånd)، حيث يمكن تقديم طلب للبنك لوقف مؤقت لمدفوعات القروض في حالات مالية استثنائية.
في ظل هذه الظروف، يظل التعامل الحكيم مع الأموال وتقليل الإنفاق غير الضروري هو المفتاح لتجاوز هذا الشهر الصعب بأمان مالي.
المصدر: svt